صدى الكلمات.. * كل هذا حتماً سيمرّ ..!!*

صدى الكلمات.. * كل هذا حتماً سيمرّ ..!!*

- ‎فيفن, واجهة
0
IMG 20240429 WA0114

 

إكسبريس تيفي/✍️خالد بركات:

وتبقى دائماً حكمة الله..أن كل أحوال الدنيا..
بحسنها وسيئها، بسرورها وحزنها، حتماً ستمرّ..

من أروع القصص المليئة بالعبر..
جمع ملك كل حكماء بلاطه، وطلب منهم طلباً واحداً، أن تكتب فوق عرشه أجمل حكمة بليغة..
ينظر إليها في كل آن وحين ليستفيد منها..

قال موضحاً :أريد حِكمة بليغة تُلهمني الصواب
وقت شدتي وتعينني على إدارة أزماتي وتكون خير موجّه لي في حالة السعادة والفرح..

فذهب الحكماء وقد احتاروا في أمرهم..
ويتساءلون هل يمكن أن تصلح حكمة واحدة لجميع الأوقات والظروف والأحوال..
إننا في وقت الشدة والكرب نريد من يهوّن علينا مصائبنا وبلاءنا، وفي حال الرخاء والسعادة نطمح إلى من يبارك لنا ويدعو بدوام الحال..

عاد الحكماء بعد مدة وقد كتبوا عبارات وعبارات
فيها من الحكمة والعظة الشيء الكثير الكثير….
لكنها كلها لم ترُق للملك..!!

إلى أن جاءه أحد حكماء مملكته برقعة مكتوب عليها : *” كل هذا حتماً سيمرّ “..*

نظر الملك مليًّا في الرقعة، بينما أخذ الحكيم في الحديث : يا مولاي الدنيا لا تبقى على حال.. ومن ظنّ بأنه بمأمن من القَدَر فقد خاب وخسر..

يا مولاي: أيام السعادة آتية، لكنها *حتماً ستمرّ..*
وسترى من الحزن ما يؤلم قلبك، ويدمي فؤادك، لكن الحزن *أيضاً سيمرّ..*

ستأتي أيام النصر لتدقّ باب مملكتك..
وسيهتف الجمع باسمك الميمون، لكنها يا مولاي أيام، طالت أو قصرت، *ثم ستمُرّ..*

وسترى بعينيك رفعة الشأن، وبلوغ مكانة عالية
لكن سُنّة الله في الكون *وأن هذا سينتهي ويمرّ*

البعض يا مولاي لا يفقَهُ هذه الحكمة؛ فيملأ الدنيا صراخاً وعويلاً حال العثرة، ويظن بأن كبوته هي قاصمة الظهر ونهاية المطاف….
فيخسر من عزيمته الشيء الكثير، ويأبى أن يرى ما بعد حدود رؤيته الضيقة، يحتاج حينها لمن يُثّبت عزيمته مؤكداً أن هذا *حتماً سيمرّ* فلا يجب أن يرى العالم ذُلّ انكساره وضعفه وهوانه..

والبعض الآخر يا مولاي ينتشي سعيداً..
فلا يضع في حُسبانه أن الأيام دُوَل، فيكون البَطَر والتطرّف في السعادة هو سلوكه وطبعه
ظانًّا بأنه قد مَلَك حدود الدنيا وما بعدها..

حينها تبسّم الملك راضياً، وأمر بأن تُنسخ هذه الحكمة البليغة، وتوضع لا فوق عرشه فقط، وإنما في كل ميادين المملكة كي يتذكر كل من يراها..
*” أن دوام الحال من المحال..”*

وتبقى العبرة..
الأغنياء بالروح والإيمان، وليس بالمال والجاه..
فوّض أمرك لله، مؤمناً بقدره تعش اغنى الناس..
وامضِ بالحياة مطمئنًا موقنًا واثقًا، بأن لا أحد يستطيع أن يغلق بابًا فتحه الله لك، فكُل الأشياء في يده هادئة، دافئة مليئة بالرضا والسكينة..

واصبر لحكم ربّك فإنّك بإرادته..
لا أرق وأنقى منها كلمات، ولا لطفًا أعظم من هذا اللّطف، ولا مؤاساةً أكبر من هذه المؤاساة..
وإن تقلبت بك الحياة يوماً وعصفت بك الرياح
فعين الله تكفيك ولا شيء يدوم الا كرمه..

اللهمّ إنّا نسألك إيمانًا خالصاً لك، ويقيناً تامّاً بك
وصحةً كاملة، وقلباً سليماً، ولسانًا صادقًا ذاكراً
وأمناً وأماناً وطمأنينةً في الدنيا والآخرة..
رسالة من عبدالله لعبدالله.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *