الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة بدات أنشطتها العلمية بمحاضرة لدوني غريل بالرباط حول ترجمة أعمال ابن عربي

الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة بدات أنشطتها العلمية بمحاضرة لدوني غريل بالرباط حول ترجمة أعمال ابن عربي

- ‎فيواجهة, منوعات
0
IMG 20240125 WA0078

اكسبريس تيفي 

نظمت الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة، التابعة لأكاديمية المملكة المغربية، مساء أمس الأربعاء بالرباط، محاضرة افتتاحية لبرنامج أنشطتها العلمية، ألقاها المستشرق الفرنسي، دوني غريل، حول موضوع “ابن عربي.. أو كيف تصبح مترجما للمترجم”. وشكل هذا اللقاءلي احتضنوا مقر المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، فرصة للاطلاع عن كثب على تجربة المستشرق دوني غريل الذي ترجم عددا من الأعمال الكبرى لمحيي الدين بن عربي، الشخصية البارزة في تاريخ التصوف الإسلامي.

وأعرب غريل، بالمناسبة، عن شكره لأكاديمية المملكة المغربية التي أتاحت له فرصة سرد رحلته الترجمية لفكر ابن عربي “الذي رافقني طيلة حياتي، وسعيت لأن أجعل دروسه متاحة باللغة الفرنسية بالنظر إلى مساهمته الضرورية في تملك فهم عميق للإسلام، وكذا لأجوبته على الأسئلة الكبرى من قبيل الوجود وعلاقة الخلق بالخالق”. وأبرز غريل تفرد شخصية ابن عربي الذي لم يكن علما صوفيا فقط، وإنما أيضا “صاحب لغة قوية ونثر رفيع، وشاعرا ذواقا، وذا ملكة وخيال قوي قادر على ترجمة أعمق الحقائق الإلهية والتصورات الروحية إلى لغة سهلة يفهمها الناس”.

وفي تصريح للصحافة بالمناسبة، قال غريل إن ما قام به من ترجمات لابن عربي لم يكن مهمة يسيرة، وإنما اكتنفتها الكثير من الصعوبات، على اعتبار أن الشيخ الأكبر كان، إلى جانب البعد الروحي في أعماله، “من فرسان اللغة العربية، ومن الأدباء الكبار، وصاحب لغة راقية جدا”.وعن أسباب اختياره لأعمال ابن عربي كمتن للاشتغال والتحقيق والترجمة، قال غريل إن ذلك يعزى إلى “أنني أجد فيه ما يحيي قلبي وعقلي، ويفهمني حقيقة الإسلام”، مضيفا أنه “نادرا ما يجد المرء مثل العمق الذي يوجد في كتاباته، والغزارة في إنتاجه، ولذلك لقب بالشيخ الأكبر”.

وعن دلالة عنوان المحاضرة “كيف تصبح مترجما للمترجم؟”، ميز غريل بين نوعين من الترجمة يتمثل أولهما في ترجمة نص من لغة إلى أخرى كتلك التي قام بها هو لأعمال ابن عربي من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية، فيما يتمثل النوع الثاني في كون أعمال ابن عربي ترجمة لحقائق وأحوال ومقامات ومشاهدات روحية، إلى اللغة المكتوبة.

وأضاف الحجمري أن الأمر يتعلق بمحاضرة “نتعرف من خلالها على ابن عربي وهو ينطق بلسان غير عربي مع واحد من ألمع مترجميه إلى اللغة الفرنسية، الأكاديمي دوني غريل”، مبرزا أن خصوصية الشيخ الأكبر تكمن في كونه من أكثر المتصوفة عمقا في التاريخ الإسلامي، إذ لا يمكن ذكر التصوف دون ذكر ابن عربي. وخلص الحجمري إلى أن هذه المحاضرة تشكل حلقة في إطار سلسلة من اللقاءات والمحاضرات التي تروم الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة من خلالها إغناء مسارات ومدارات أسئلة الترجمة بصفة عامة، سواء تعلق الأمر بنصوص التراث أو بالنصوص المعاصرة.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *