الحقيقة الغائبة في قصة الخروج لبني اسرائيل ( الجزء الثاني)

الحقيقة الغائبة في قصة الخروج لبني اسرائيل ( الجزء الثاني)

- ‎فيواجهة, رأي
0
IMG 20230916 WA0066

 

إكسبريس تيفي/✍نجيبة جلال:

 

سبق و أن بحث الكثير من علماء الأركيولوجيا على دلائل تاريخية تسمح لهم بفهم قصةً الخروج, و تفاصيل قصة موسى عليه الصلاة و السلام و الفرعون !!!

‎إن تاريخية خروج بنو إسرائيل، الذي يعتبر أحد الأحداث التأسيسية للديانة اليهودية مع نزول التوراة على جبل سيناء، لم يتم إثباتها مطلقًا وهي موضوع نقاش حاد و سجال بين العديد من الباحثين و العلماء
‎وحتى الآن، لم يتم العثور على أي أثر اركيولوحي لموسى و قومه، ولا اية إشارة إلى وجوده قبل القصة التوراتية، لا في مصر ولا في فلسطين، على الرغم من أن العلماء وجدوا أغلب الاوجه و الحاشية التي عايشت فراعنة مصر!! .

‎ المسار الذي اختير لرحلة خروج بني إسرائيل، كما هو موصوف في سفر الخروج في الكتاب المقدس اليهودي، يبقى موضوع نقاش وعدم يقين بين العلماء والباحثين.
‎ ورغم ما جاء في كتاب اليهود من معلومات عن الطريق الذي سلكه الإسرائيليون في رحلتهم من مصر إلى أرض الميعاد، و رغم ذكر العديد من الأماكن التي مروا بها خلال رحلتهم أو حطوا الرحال فيها خلال فترة وجودهم في البرية، مثل “سكوت” و”إيثام ” و”مراح” و”إيليم والمنطقة المحيطة “بجبل سيناء” و “حوريب” في المتاب، إلا أن تحديد الموقع الجغرافي لهذه الأماكن ليس معروفًا و يبقى موضع نقاش و تكهنات فقط!!!

‎ و إلى حدود اليوم ، يواصل العلماء البحث و يحاول الأركيولوجيون فهم النصوص القديمة و إعادة قراءتها !!!

نبقى أمام فرضيتين في غياب الدلائل التاريخية، أولا فرضية أن ” خروج بني اسرائيل اسطورة فقط أو فرضية أن العلماء  لازالوا يبحثون في المكان الخطأ؟

يقول الباحث المغربي ” مفدي غنامي” أن قصة الخروج حقيقة تاريخية حكتها الكتب السماوية الأولى ثم جاء القرآن ليحدد بالتدقيق ” موقعها الجغرافي”.. و من هنا بدأت رحلة الباحث المغربي مع الحروف المقطعة!

فبالنسبة إليه، المسار الذي قطعه بنو إسرائيل هروبا ليس أبدا في مصر. و يعتبر أن قصة يوسف عليه السلام هي بداية فك خيوط لغز ” المكان و الزمان” في قصة الخروج.

بسم الله الرحمان الرحيم:
“الر  تِلكَ آياتُ الكِتابِ المُبينِ” سورة يوسف.

الباحث المغربي يشرح أن كون سورة يوسف عليه السلام إستهلها سبحانه ب ” الر” نفس ما إستهل به سورة سيدنا إبراهيم عليه السلام، التي اتفقت الكتب السماوية التلاث على كونها وقعت في مدينة ” اور” ، ليس أمرا إعتباطيا، بل الهدف من هذا هو تحديد الموقع الجغرافي لقصة ” يوسف عليه السلام” و تصحيح الخلط الجغرافي الذي وقع بين مصر القديمة و مصر الحالية…أما بالنسبة ل”فرعون” فالباحث المغربي يقول أن فرعون في قصة ” يوسف” عليه السلام هو إسم شخص و لا علاقة له بفراعنة مصر الذي كان ” صفة ” للملوك!

إذن فقوم موسى كانوا في ” اور”…….

دليل آخر من القرآن الكريم يحيلنا عليه الباحث المغربي، و هي الآية التي ، بالنسبة للسيد ” مفدي غنامي” تؤكد أن قصة النبي موسى حدثت في بلاد الرافدين، و هي شخصية “السامري ” الذي حرض بني إسرائيل لترك عبادة الله أثناء غياب موسى أربعين يومًا على جبل سيناء..

قال تعالى في الأية 85 من سورة طه: ” قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ”.. السامري الذي يعيدنا الى الحضارة السومرية و موطنها… بل و يضيف الباحث أن الأية 97 من نفس السورة “قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ”

هذه الاية بالنسبة للباحث المغربي تضع قصة موسى عليه السلام في قلب ” بلاد الرافدين” خلال الحضارة السومرية.. و أن قراءة مجانبة لكلمة ” لامساس” في هذه الأية هي التي بعثرت خيوط الفهم.

العلماء المسلمون فسروا “لاميساس” (لَا مِسَاسَ) على أنها “لا تلمسني”، في حين أن لاماسوس ، المعروف في التاريخ القديم أيضًا باسم لاماسو، هو في الواقع مخلوقات أسطورية من أساطير بلاد ما بين النهرين القديمة.

منً هنا، يجزم الباحث أن ” رحلة الخروج” و “أرض الميعاد” وقائع تاريخية يجب البحث عن دعائمها الأركيولوجية في العراق!

يتبع

الر – شرح أول الحروف المقطعة في القرآن

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *