مكتب القنيطرة/
من المؤلم أن نرى فريقًا عريقًا بحجم النادي القنيطري (الكاك)، بتاريخه ورمزيته، يقترب اليوم من الهاوية، ليس بسبب قلة الإمكانيات أو غياب الكفاءات، بل بسبب سوء التدبير وتداخل الأدوار بين من يجب أن يسير ومن يجب أن يدرب.
منير الجعواني، ابن الدار والمدرب المجرب، وجد نفسه وسط حقل ألغام اسمه “التدخلات الفجة” التي لم تترك له مجالًا لفرض رؤيته أو قيادة الفريق وفق قناعاته التقنية. كيف يمكن لمدرب أن ينجح وهناك من يحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة؟ كيف لفريق أن ينهض وهو يعيش حالة من العبث الإداري الذي حول الطموحات إلى كابوس؟
رئيس النادي حكيم دومو، بدل أن يركز على دعم الاستقرار وبناء مشروع رياضي حقيقي، اختار أن يدخل الملعب من الباب الخلفي، مؤثرًا على الاختيارات والتشكيلة، ناسفًا بذلك كل مقومات العمل التقني السليم. أما الانتدابات، فقد كانت كمن يصب الماء في الرمال؛ صفقات بالجملة دون دراسة أو انسجام، والنتيجة فريق مشتت ذهنيا وتائها داخل المستطيل الأخضر.
لا المنح الدسمة أنقذت الفريق، ولا الخطابات الحماسية فعلت. وحده المشروع الرياضي الحقيقي، واحترام اختصاصات الجميع، كان بإمكانه إنقاذ الكاك من هذا الانحدار.
اليوم، ونحن على مشارف الكارثة، نقولها بكل وضوح: إذا لم يتحلَ الرئيس بالشجاعة ويتراجع عن التدخل في الشأن التقني، ويترك للمدرب حرية القرار والعمل، فإن الكاك ستسقط لا محالة إلى قسم الهواة، وحينها لن تنفع لا الأعذار ولا التبريرات.
التاريخ لا يرحم، وجماهير الكاك لن تغفر لمن كان السبب في إهانة قميصها وشعارها العريق.