اوسار احمد /إكسبريس تيفي:
عرضت السيدة نعيمة بن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 في لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، تقريرًا حول “الانعكاسات المحتملة لنتائج الإحصاء على الأسرة المغربية وتداعياتها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشكل عام”.
تحولات ديمغرافية وتغيرات اجتماعية
أظهرت نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024 تحولات سوسيو-ديمغرافية بارزة، من أبرزها زيادة نسبة الأسر التي ترأسها النساء. فقد ارتفعت هذه النسبة من 16.2% في 2014 إلى 19.2% في 2024، مع تسجيل نمو لافت في المناطق الحضرية حيث وصلت النسبة إلى 21.6%، مقارنة بـ 14.5% في الوسط القروي. هذه الزيادة تعكس تطورًا مهمًا في الأدوار الاجتماعية والاقتصادية للنساء، ما يشير إلى تغييرات هيكلية في الديناميكيات الأسرية المغربية.
الخصوبة وتداعياتها على النمو السكاني
شهد المغرب انخفاضًا مستمرًا في معدل الخصوبة، حيث تراجع المؤشر التركيبي من 2.5 طفل لكل امرأة في 2004 إلى 1.97 في 2024، مما يعكس انخفاضًا دون عتبة تعويض الأجيال (2.1 طفل). في السياق ذاته، سجلت المناطق الحضرية انخفاضًا أكبر، حيث انخفض عدد الأطفال لكل امرأة من 2.01 في 2014 إلى 1.77 في 2024، بينما تراجع المعدل في القرى من 2.55 إلى 2.37 خلال نفس الفترة. التوقعات تشير إلى أن المعدل سيستمر في الانخفاض ليصل إلى 1.65 في 2050، ما يفتح المجال لأسئلة حول تأثير هذه التغيرات على التوازن السكاني في المستقبل.
شيخوخة السكان وتحديات جديدة
على صعيد آخر، شهد المغرب زيادة ملحوظة في عدد السكان المسنين. فقد بلغ عدد الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا حوالي 5 ملايين نسمة في 2024، بنسبة 12.9% من إجمالي السكان. النساء في فئة كبار السن بلغ عددهن نحو 2.3 مليون. إضافة إلى ذلك، يشهد المغرب ارتفاعًا في معدلات الإعاقة بين كبار السن، حيث يصل معدل الإعاقة بين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا إلى 18.5%.
التعليم والتكنولوجيا: فرص وتحديات
على مستوى الطفولة، سجلت نتائج الإحصاء تراجعًا في نسبة الأطفال دون سن 15 عامًا من 28.2% في 2014 إلى 26.5% في 2024، ما يعكس انخفاضًا في أعداد الأطفال مع انخفاض معدل الخصوبة. في نفس الوقت، تحققت تقدمات في مجال التعليم، حيث شهدت نسبة تمدرس الفتيات في القرى زيادة ملحوظة من 90% في 2014 إلى 95.1% في 2024، ما يعكس الجهود المستمرة لتحسين وضعية التعليم في المناطق القروية.
الإنترنت والشباب: التوجهات الرقمية
تشير نتائج الإحصاء أيضًا إلى أن فئة الشباب بين 15 و34 سنة هي الأكثر استخدامًا للإنترنت، حيث وصلت نسبة استخدامها إلى 76.9%. هذا التطور يعكس تغيرًا في سلوكيات الشباب نحو التوجه الرقمي، ويطرح تساؤلات حول تأثير ذلك على الاقتصاد الرقمي وفرص العمل المستقبلية في هذا المجال.