اوسار أحمد/
في تطور لافت قد يعيد رسم خارطة الانتشار العسكري الأمريكي في حوض البحر الأبيض المتوسط، دعا الجنرال الأمريكي روبرت غرينواي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إلى نقل قاعدتي روتا ومورون الجويتين من الأراضي الإسبانية إلى المغرب.
الدعوة جاءت بعد انتقادات وجهها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإسبانيا بشأن تقاعسها عن المساهمة الكافية في ميزانية حلف شمال الأطلسي، وهو ما دفع غرينواي إلى إعادة نشر تغريدة لترامب جاء فيها: “حان الوقت لنقل قاعدة روتا وقاعدة مورون إلى المغرب”.
هذا المقترح يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، والتي تعززت خلال السنوات الأخيرة في مختلف المجالات، وخاصة التعاون الأمني والعسكري، كما أنه يفتح المجال أمام المغرب لتوسيع دوره في منظومة الدفاع الأطلسي بالمنطقة.
في السياق نفسه، حل وفد من القوات المسلحة الملكية المغربية بقاعدة بومهولدر الأمريكية في ألمانيا، في إطار برنامج تدريبي على منظومة الدفاع الجوي “باتريوت”، وهي من أكثر الأنظمة تطوراً في العالم، وتوفر قدرات عالية في التصدي للصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة.
الوفد المغربي تابع عرضاً مباشراً للرادار المتطور للمنظومة، القادر على تعقب أهداف متعددة بدقة، مما يشير إلى استعداد تقني متقدم في صفوف الجيش المغربي لدمج هذه التكنولوجيا ضمن منظومته الدفاعية.
وكانت تقارير قد كشفت عن وصول مركبات الإطلاق الخاصة بمنظومة “باتريوت” إلى المغرب، في خطوة تسبق الإعلان الرسمي عن الصفقة، التي يرجح أن تشمل نسخة “PAC-3 MSE”، الأحدث والأكثر تطوراً في هذا المجال.
إدماج “باتريوت” ضمن شبكة الدفاع الجوي المغربي، التي تضم أنظمة مثل “سكاي دراغون 50” و”باراك MX”، سيساهم في بناء درع جوي متعدد الطبقات، يوفر حماية واسعة ضد التهديدات الجوية، ويعزز السيادة الدفاعية للمملكة في محيطها الإقليمي.
وإذا تم تنفيذ مقترح نقل القاعدتين الأمريكيتين، فإن ذلك سيشكل تحولاً استراتيجياً لصالح المغرب، عبر توفير بنية تحتية عسكرية متقدمة، وتعزيز موقعه كمحور استراتيجي في التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وشمال إفريقيا.