الجزائر تسجن مؤرخا خمسة أعوام بسبب رأي… وقبضة الجيش تشتد على حرية التعبير

الجزائر تسجن مؤرخا خمسة أعوام بسبب رأي… وقبضة الجيش تشتد على حرية التعبير

- ‎فيواجهة, دولي
IMG 20250706 WA0002

 

اوسار احمد /

إعلان يمكن النقر عليه

 

أثار الحكم القضائي الصادر، اليوم الخميس، بسجن المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث لمدة خمس سنوات، موجة جديدة من الانتقادات ضد القضاء الجزائري، وسط اتهامات متزايدة باستخدامه لقمع الأصوات المخالفة وتكميم أفواه المثقفين والباحثين.

 

بلغيث، المعروف بأبحاثه الأكاديمية وتدريسه بجامعة الجزائر، وجد نفسه في قلب عاصفة سياسية وإعلامية عقب تصريحات تلفزيونية شكك فيها في وجود الثقافة الأمازيغية، واعتبر أن اللغة الأمازيغية “مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي”. هذه التصريحات، وإن كانت مثيرة للجدل، إلا أنها ظلت في إطار التعبير عن الرأي، ما جعل الحكم القاسي عليه يطرح تساؤلات حول طبيعة المحاكمة وخلفياتها السياسية.

 

النيابة العامة كانت قد أعلنت توقيف بلغيث في 3 ماي الماضي، ووجهت له تهم “القيام بفعل يستهدف الوحدة الوطنية بواسطة عمل غرضه الاعتداء على رموز الأمة والجمهورية” و“نشر خطاب الكراهية والتمييز”. غير أن حقوقيين ومراقبين اعتبروا هذه التهم فضفاضة، وتُستخدم بشكل متزايد لتصفية الحسابات مع الأصوات المعارضة أو الخارجة عن الخط الرسمي.

 

ويتزامن هذا الحكم مع تصاعد مقلق في عدد القضايا التي تطال صحفيين وكتابا ومفكرين داخل الجزائر، ما يعكس بحسب منتقدين، تحولا نحو مزيد من القمع المنظم، تقوده أجهزة الدولة تحت إشراف المؤسسة العسكرية التي تمسك بزمام السلطة في البلاد بقبضة حديدية.

 

تنامي هذه المحاكمات وسرعة إصدار الأحكام، غالبا دون ضمانات كافية لمحاكمة عادلة، يعزز الانطباع بوجود نية ممنهجة لإسكات كل من لا يصطف خلف الرواية الرسمية، سواء تعلق الأمر بقضايا الهوية أو التاريخ أو السلطة، في ظل غياب أي نقاش عمومي حر ومسؤول.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *