إكسبريس تيفي: مصطفى الفيلالي
شهد ملعب 5 جويلية بالعاصمة الجزائرية كارثة إنسانية جديدة، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 3 قتلى و74 جريحاً إثر انهيار جزء من المدرجات خلال مباراة جمعت مولودية الجزائر ونجم مقرة ضمن البطولة المحترفة الأولى.
وتعكس كارثة ملعب 5 جويلية صورة قاتمة عن واقع البنية التحتية الرياضية في الجزائر، حيث تكشف التحقيقات الأولية عن مظاهر متعددة للهشاشة الهيكلية. فالمدرجات المتداعية التي انهارت تحت أقدام المشجعين لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير في منظومة تعاني من إهمال مزمن. التقارير الفنية تشير إلى أن 78% من الملاعب الجزائرية لا تستوفي الحد الأدنى من معايير السلامة الدولية، بينما تفتقر 62% منها لشهادات الصلاحية الأساسية.
هذه الأرقام الصادمة تترجم واقعاً ملموساً يتمثل في تشققات هيكلية، وتهالك في المقاعد، وضعف في أنظمة الإخلاء، وغياب صارخ لوسائل الإنقاذ الأولية. الوضع يزداد خطورة عندما نعلم أن 43% من هذه المنشآت الرياضية تجاوز عمرها الافتراضي بأكثر من 15 عاماً، دون أي عمليات ترميم جادة.
الخبراء يؤكدون أن هذه الكارثة لم تكن مفاجئة لمن تابع سلسلة الانهيارات المتكررة في المنشآت العامة بالجزائر، حيث سجلت السنوات الخمس الأخيرة وحدها 17 حادثاً مماثلاً في منشآت رياضية مختلفة، كان يمكن تفاديها بإجراءات صيانة بسيطة. هذه الحلقة المفرغة من الإهمال والكوارث تضع علامات استفهام كبيرة حول جدوى تركيز دولة الكابرانات على زرع الفتن في دول أخرى بينما تتهاوى المنشآت القائمة بها بسبب سوء التسيير وغياب الرؤية الاستراتيجية.