أمينة رقيب ، طالبة بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء/
الفنانة التشكيلية فوزية كسوس: شخصية حالمة و طاقة ناعمة المرأة كيان ، ذات مفكرة و منتجة ، هي مصدر قوة للجنس الٱخر و منبع إلهام للأرواح الناعمة ،هي كيان ذو قدسية ،عودة إلى تمجيد المرأة عند المغاربة. هنا أتوجه نحو الأمازيغ الذين يطلقون على المرأة اسم “تامغارت” والذي يعني القائدة، فهم يمجدون المرأة لكونها الحاكمة و القابضة يدها على زمام الأمور، فوطننا الحبيب منبع لزُمرة من الكفاءات النسائية ، وهنا أتوجه صوب كيان الفنانة المبدعة و الأستاذة و المرأة الناعمة السيدة فوزية كسوس، الشخصية الحالمة التي استلهمت ألوان لوحاتها من الطبيعة ،إذ إنها ترى أن الطبيعة هي المدرسة الأولى للفنان ، فقد كانت بداية أعمالها بإدارج ألوان مختلفة ، إلا أنها أصبحت تتبنى اللون الأزرق، و ذلك لنقاء روحها و صفاء ذهنها و انسجامها مع الطبيعة بسمائها و مياهها . دائما ما تستهل لوحاتها بالبسملة والتفكر في ما أنعم عليها العلي بفضل الفن لما رُزقت من شعور من بالراحة و السكينة، وهي منغمسة في عالم يعج بألوان زاهية .
لطالما كان و لا يزال الفن جزءا لا يتجزأ من حياة الفنانة كسوس ، فهي علاقة متأصلة و عميقة ، فمنذ نعومة أظافرها، تهتم بالفن التشكيلي وكل ما يخص هذا المجال الراقي ، عملت على دراسة هذا المجال بشكل أكاديمي، و كرست له سنوات من حياتها لكي لا تكون سجينة لأي ارتباط او شرط أو نظرة الٱخر لها ، فهي بحثت عن أن تكون النسخة الأصلية و الفريدة من نفسها ، وأن تكون متصالحة مع ذاتها، و هذا ما وهبها الفن ، فأضحت تراه رغبة في العيش، وسيلة للبقاء السامي للروح الطاهرة . بالنسبة إليها ، الفن ليس من أجل كسب الأضواء و جَنْيِ التصفيق الحار ، بل أسمى من ذلك فهذا الأخير من زاويتها هو المشاركة مع الآخرين ، والرغبة الجامحة في التطبيق ، البحث و الغوص في أعماق الألوان و الأشكال ،فضلا عن اكتساب التركيز الذي يفتقده العديدون.
أسست الفنانة فوزية كسوس مسارا حافلا بالأعمال الفنية التي أنجزتها بحب العطاء دون بخل أو ادعاء ، مسار غني بالتجارب النموذجية التي خوَّلت لها أن تكون هي نفسها منبع إلهام للطاقات الشابة و النفوس الرقيقة .