اوسار أحمد
في مشهد يعكس التفوق التقني والمؤسسي، تكشف المديرية العامة للأمن الوطني خلال الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة، الذي تحتضنه مدينة الجديدة، عن فضاء تكنولوجي متكامل، يُترجم انتقالها النوعي من منطق التدخل التقليدي إلى نموذج أمني ذكي، دقيق، ومتكامل، يضع التكنولوجيا في صلب منظومة حفظ النظام وخدمة المواطن.
في مقدمة هذا الفضاء، تعرض الدورية الذكية “أمان”، المطورة بالكامل من طرف الكفاءات الهندسية للأمن الوطني المغربي، في عرض بانورامي بزاوية 360 درجة. هذه الدورية لا تمثل فقط تطورا في وسائل التدخل، بل تشكل نموذجا للقدرة الوطنية على تصميم حلول أمنية ذكية محليا، دون الحاجة إلى استيراد النماذج أو التكنولوجيا من الخارج.
في الرواق الثاني، تثبت المديرية تفوقها في توظيف الطائرات المسيرة، من خلال منظومة بصرية متكاملة قادرة على العمل في جميع الظروف الميدانية، تلتقط الصور، تحلل البيانات، وتدعم القرار العملياتي بشكل فوري ودقيق. هذه المنظومة لا تواكب فقط التدخلات الأمنية، بل تسهم أيضا في تأمين التظاهرات الكبرى والمباريات الرياضية بكفاءة غير مسبوقة.
الجانب الأكثر تقدما يتمثل في الرواقين المخصصين لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. الأمن الوطني لا يكتفي هنا بتبني التقنية، بل يدمجها بعمق في عمله اليومي. تطبيقات قادرة على قراءة لوحات السيارات ومطابقتها فوريا مع قواعد بيانات موسعة، أنظمة تتابع تموضع الدوريات على الأرض، وبرمجيات تحلل صور الوجوه وتربطها بقاعدة معطيات ديموغرافية، كل ذلك يُدار بشكل متناغم ودقيق، ويعكس تحكم المديرية في أدوات الجيل الجديد من الأمن.
وتبلغ هذه القوة ذروتها في نموذج غرفة القيادة والتنسيق، المرتبطة مباشرة بخط النجدة 19، والتي تدمج في الوقت الحقيقي معطيات الدورية الذكية “أمان”، والطائرات المسيرة، ونظام التتبع، لتقدم استجابة مركزية متقدمة، قائمة على التكامل بين الإنسان والتكنولوجيا.
هذا الفضاء لا يعرض فقط وسائل تقنية، بل يقدم رسالة مؤسساتية واضحة: المديرية العامة للأمن الوطني تقود مرحلة جديدة من العمل الأمني، ترتكز على الابتكار، التحكم التكنولوجي، والسيادة الرقمية. نموذج لا يراهن فقط على التجهيز، بل على تكوين العنصر البشري وامتلاك أدوات المستقبل، اليوم.