هذا ما جناه مالُ قطر عليّ… وما جنيتُ على أحد!

هذا ما جناه مالُ قطر عليّ… وما جنيتُ على أحد!

- ‎فيشن طن, واجهة
نجيبة جلال

بقلم نجيبة جلال

لا أبحث عن خصومة، ولا أتعمد الوقيعة، لكنني أختار أن أقول الحقيقة كما هي، لا كما يُراد لها أن تُروى. لستُ من قال إن الصحفيين كانوا على “بيرول” دولة خليجية، ولا أنا من أقرّ بتحويل الأقلام إلى أدوات ناعمة في خدمة أجندات خارجية.

لا، بل هذا ما قاله بصريح العبارة حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الأسبق، في حوار موثق بتاريخ 7 ماي 2022: ( شاهد الفيديو أسفله)

“نعم، كنا ندفع لصحفيين، بعضهم صاروا نوابًا، وبعضهم يُحسبون اليوم على الوطنيين. كنا ننشر لهم سنويًا، والبعض كان يتقاضى رواتب شهرية. كل الدول العربية كانت تفعل ذلك تقريبًا.”

هل نحن بحاجة إلى دليل أوضح؟

أنا فقط أذكركم بما قيل. لكن ما أن أفعل ذلك، حتى تنهال علي الاتهامات، وكأنني أنا من قبض، أو أنا من وقّع، أو أنت من انقلب على وطني باسم “القضية”.

نعم، أتضامن مع القضية الفلسطينية، ككل مغربية تربّت على اعتبار القدس قضية وطنية. نعم، أرفض العدوان، وأدين الاحتلال، وأحزن لمشهد المجازر. لكنني في الوقت ذاته، أرفض أن يُستعمل هذا الحزن الشريف مطيّة لتجييش الشارع المغربي، وتشويه المؤسسات، وزعزعة الاستقرار.

فجأة، عادت نفس الأصوات التي عرفناها في كل منعطف، تحمل ذات الشعارات وتوزّع ذات التهم: خونة، مطبّعون، عملاء… وكأن الدفاع عن فلسطين يمرّ بالضرورة عبر ضرب سيادة المغرب، وتحريض الشباب ضد وطنهم، وتسفيه كل من لا يهتف معهم في نفس الاتجاه.

إنها نفس الوجوه، بعضها إعلامي معروف بولائه المالي، وبعضها ناشط تخلّى عن القضايا الاجتماعية في بلده ليجعل من “غزة” ستارًا يُخفي به أجندات تموّلها الدوحة وتروج لها أبواقها. من يدفع، ومن يكتب، ومن يحرّض، كلّهم أصبحوا فجأة “أبطال القضايا الكبرى”، فيما وطنيتهم تُقاس بمقدار ما يسيئون إلى وطنهم.

أنا لم أُجنِّ على أحد. كل ما فعلته هو أنني فتحت نافذة للضوء وسط العتمة. اخترت أن أكون مواطنة قبل أن أكون صحفية، لأن ما يجري اليوم ليس من قبيل الرأي… بل من صميم الأمن الوطني.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *