وزير الاتصال الجزائري يتحول إلى أضحوكة عالمية بسبب “خلية 9000 صحفي”

وزير الاتصال الجزائري يتحول إلى أضحوكة عالمية بسبب “خلية 9000 صحفي”

- ‎فيدولي, واجهة
وزير الاتصال الجزائريوزير الاتصال الجزائري

وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان خرج بتصريح أشعل موجة سخرية غير مسبوقة، إذ كشف عن “اكتشاف خطير”: خلية عالمية تتكون من 9000 صحفي هدفها الوحيد هو تشويه صورة الجزائر. هذا التصريح بدا وكأنه جزء من سيناريو فيلم تجسس او خيال علمي، حيث تخيل الوزير أن آلاف الصحفيين عبر العالم اجتمعوا في غرفة سرية وقرروا تخصيص وقتهم وجهدهم فقط للنيل من الجزائر.

المشكلة ليست في الرقم الخيالي الذي طرحه الوزير، بل في الفكرة نفسها. فمنذ متى أصبحت الجزائر محور اهتمام الإعلام العالمي؟ الدول الكبرى ذات النفوذ السياسي والاقتصادي تتعرض لانتقادات وتحقيقات إعلامية واسعة، ومع ذلك لا تدّعي أنها ضحية “خلايا صحفية” تعمل ضدها. الحقيقة أن الجزائر نادراً ما تحظى باهتمام الصحافة الدولية، إلا في أخبار محدودة حول تعثراتها الدبلوماسية او فضائحها السياسية. ومع ذلك، يصر الوزير على تقديم بلاده كضحية لمؤامرة كونية وهمية .

إعلان يمكن النقر عليه

وكعادته دائماً عندما يفشل النظام الجزائري في إدارة أزماته الداخلية ويجد نفسه عاجز عن تحقيق إنجازات، يلجأ إلى سرديات المؤامرة. الإعلام العالمي لم يكن يوما مهووساً بالجزائر، لكن هذا النظام يحتاج دائما إلى عدو خارجي لتبرير إخفاقاته. بالأمس كان الاستعمار، واليوم الصحفيون، وغداً ربما كائنات فضائية تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد. المهم أن يبقى نظام الكابرانات بعيداً عن المساءلة، وأن يظل الشعب مشغولاً بأوهام الأعداء بدلًا من التركيز على المشكلات الحقيقية.

المفارقة أن الجزائر نفسها لا تملك إعلاماً مؤثرا. لا قناة إخبارية منافسة، لا وكالة أنباء ذات مصداقية دولية، ولا حتى مواقع إلكترونية تستطيع فرض نفسها في المشهد الإعلامي الاقليمي او الدولي. ورغم ذلك، يريد الوزير إقناع الجميع بأن هناك 9000 صحفي اجتمعوا فقط للنيل من بلد لا يكاد يُذكر في الإعلام الدولي.

السخرية من هذا التصريح لم تقتصر على الجزائريين، بل امتدت إلى الصحفيين في الخارج، الذين فوجئوا بأنهم متهمون بالتآمر على دولة لم يكتبوا عنها يوماً. المشهد أصبح مضحكاً لدرجة أن البعض اقترح البحث عن قائمة الأسماء الـ9000 التي تحدث عنها الوزير، فقد يكون بينهم صحفي رياضي أو ناقد سينمائي او حتى مراسل من كوكب زُحل، لم يكن يعلم أنه جزء من شبكة استخباراتية كونية تعمل ضد الجزائر.

إذا استمرت هذه العقلية عند كابرانات الجزائر، فقد نسمع قريبا عن نظريات جديدة: ربما تحالف سري بين صحافة الأرض والمريخ والقمر لتخريب الاقتصاد الجزائري، أو خطة محكمة من كائنات فضائية لزعزعة سوق البطاطا الجزائرية. في النهاية، كل شيء ممكن في عالم الكابرانات الجزائرية، إلا الاعتراف بالفشل.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *