سيدتي …أما آن أن تثوري على الكهنوت؟

سيدتي …أما آن أن تثوري على الكهنوت؟

- ‎فيواجهة, رأي
0
IMG 20240308 WA0221

رشيد أيلال

في غمرة الاحتفالات الصادقة حينا والمنافقة أحيانا بعيد المرأة العالمي وهذا دليل آخر على أن المرأة ماازالت لم تنل حقوقها، ولا حظها كإنسان كامل الانسانية التي تترتب عنها حقوق واجبة وواجبات أوجب في هاته الغمرة، ينفخ الشيوخ رؤوسنا بحديثهم على أن الإسلام كان أول من حرر المرأة وأنقذها من الوأد، وأعطاها حصتها في الإرث الى جانب الرجل، وهو كلام صحيح على أية حال، ولا يمكن إنكاره، لكن وسط هذا الزخم الكلامي، هل فعلا يؤمن الشيوخ بحرية المرأة وأنها يجب ان تنال حقوقها كاملة؟
باستقراء نصوص وفتاوى الفقهاء نجد أن الفقيه مازال لم يقتنع بحرية المرأة وحقوقها، وأيضا ما يزال لا يؤمن بإنسانيتها الكاملة، فهي ممنوع عليها رفع صوتها في حضرة الرجل، وأنها عورة كلها، يجب عجبها عن العيون، وان نار جهنم ممتلئة بالنساء وأنهن أكثر أهل جهنم، وأن النساء حبائل الشيطان، فهي رفيقة الشيطان في نظرهم، وانها يمكن وصفها بالنعجة والشجرة والناقة والحجرة لان الكل مركوب كما في تفسير القرطبي، بل ساووها بالحمار والكلب، واعتبروا أيضا ان الشؤم في ثلاث الدار والفرس والمرأة، لكن من الطرائف الغريبة التي سنقف عليها اليوم هي هذا الحديث:
عن أم قيس بنت محصن: “أنها أتت بابن لها صغير، لم يأكل الطعام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبال على ثوبه، فدعا بماء صلى الله عليه وسلم فنضحه ولم يغسله” (1).
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بول الغلام الرضيع يُنضح، وبول الجارية يُغْسَل” (2).
قال قتادة: هذا ما لم يَطْعَمَا، فإن طَعما غُسلا جميعا (رواه الإمام أحمد، والترمذي، وقال: حديث حسن. وصححه الحاكم وقال: هو على شرط الشيخين).
وعن أم الفضل، قالت: بال الحسين بن علي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أعطني ثوبك، والبس ثوباً غيره حتى أغسله، فقال: “إنما ينضح من بول الذكر، ويغسل من بول الأنثى” (رواه أحمد وأبو داود، وقال الحاكم: هو صحيح) (3)، وفي الباب أحاديث أخرى، ذكرها ابن القيم في (تحفة المودود)، وقال: وقد ذهب إلى القول بهذه الأحاديث جمهور أهل العلم، من أهل الحديث والفقهاء، لكن بشرط أنه طفل يرضع، لم يأكل الطعام لشهوة، فإن أكل الطعام لشهوة؛ فحكم بوله كبول الكبير. ثم قال ابن القيم: وقد فرق بين الغلام والجارية بعدة فوارق.
لقد كان وضاع الأحاديث من الشيوخ المحدثين ذكوريين أكثر من اللازم، حتى أنهم نسبوا الى الرسول مثل هذا القول الذي فحواه أن هناك تمييز وأفضلية للذكر على الأنثى حتى في البول، فبول المرأة يغسل على كل حال، لكن بول الغلام لا يغسل الا اذا أكل، فنجاسة بول المرأة أصلية لكن نجاسة بول الذكر طارئة، بالله عليكم هل نصدق أن مثل هذا الكلام يقوله الرسول؟ على الله عليه وسلم. طبعا هذا محض افتراء، ومرة أخرى ايتها المرأة كل عام وأنت مناضلة قوية في نضالك من أجل نيل حقوقك كاملة غير منقوصة.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *