“GEN Z” بين الحماس والاستغلال: تحديات الوعي والتنظيم في الحركات الاحتجاجية

“GEN Z” بين الحماس والاستغلال: تحديات الوعي والتنظيم في الحركات الاحتجاجية

- ‎فيواجهة, مجتمع
20250927 130710 678x381 1

راديو إكسبرس

البث المباشر

من الخطأ الكبير، بل من السذاجة، أن نقرأ احتجاجات جيل Z على أنها صرخات بريئة في فضاء اجتماعي. الواقع أعقد. فالشارع، وإن كان نقيًا في نواياه، إلا أن قنوات التأثير فيه لا تبقى في أيدي المحتجين طويلًا. هناك من يتربص. من يلتقط الشعارات ويعيد صياغتها بما يخدم أجندات حزبية ضيقة، أو مصالح سلطوية تسعى إلى إعادة تموضعها في مشهد مرتبك.

 

جيل Z، رغم وعيه التكنولوجي، وثقافته الواسعة، وقع في فخ الحماس الغير مظبوط، و وحد نفسه “من حيث لا يدري”  يسير في تبني أفكار أوسع منه. كم من حركة احتجاجية بدأت بشعارات اجتماعية، وانتهت بخدمة قوى لم تكن يومًا في صف الناس؟ وكم من منصة إعلامية أو حساب رقمي يتظاهر بالدفاع عن حقوق الشباب، وهو في الحقيقة أداة تمويل وتوجيه خارجي؟

نعم، من حق الشباب أن يحتجوا، لكن من الواجب حمايتهم من العبث بمستقبلهم، وعدم توجيههم نحو فوضى منظمة، أو صراعات سياسية مغلقة لا تخدم سوى أجندات ما. لا نريد لجيل Z أن يتحول إلى وقود لمعركة لا تخصه، أو واجهة لحرب مصالح تدور خلف الستار.

جيل Z ليس جيلًا ضعيفًا كما يدعي البعض، لكنه ليس محصنًا بالكامل من التوظيف السياسي. هذه الحقيقة يجب أن تُقال بوضوح وبدون دغدغة مشاعر. فالحركات الشبابية، حين تنفصل عن العقل النقدي، وحين لا تمتلك أدوات التحليل والفرز، تتحول إلى موجة عاطفية قابلة للركوب،و هذا ما وقع للأسف.

وفي النهاية، التغيير لا يكون بالصراخ وحده، ولا بالتظاهر وحده، بل بالوعي أولًا، والتنظيم ثانيًا، والاستقلالية دائمًا. إن جيل Z أمام فرصة تاريخية لكتابة صفحة جديدة في تاريخ النضال الاجتماعي، لكن النجاح في ذلك يمر من بوابة الوعي العميق، والحذر من الاستغلال، والتمسك بالأهداف الأصلية بعيدًا عن دهاليز السياسة المظلمة.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *