خلافات حادة داخل “العدالة والتنمية”: أفتاتي وبنكيران في المواجهة

خلافات حادة داخل “العدالة والتنمية”: أفتاتي وبنكيران في المواجهة

- ‎فيواجهة, سياسة
0129

راديو إكسبرس

البث المباشر

يشهد حزب “العدالة والتنمية” توترات متزايدة،و التي بدأت تظهر إلى السطح بعد أن اتهم “عبد العزيز أفتاتي”، البرلماني السابق عن الحزب، أجهزة وزارة الداخلية بمنع الحزب من عقد مؤتمره الإقليمي في القاعات العمومية.

“أفتاتي” في تدوينة له على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف هذه الممارسات بأنها جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى إضعاف حزب العدالة والتنمية، مشيراً إلى أن السلطات المحلية تمنع الحزب من استئجار أي قاعة عمومية كانت تستخدمها الأحزاب الأخرى في السابق، بل تجاوز الأمر ذلك إلى منع الحزب حتى من استخدام قاعة غير عمومية، هي قاعة مركز الدراسات والبحوث، التي كانت مفتوحة للجميع.

لكن تصريحات “أفتاتي” لم تمر دون رد فعل، فقد شن “عبد الإله بنكيران”، الأمين العام للحزب، هجوماً حاداً على أفتاتي خلال الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، واصفاً إياه بـ”الحماقة” وموضحاً أن ما يقوم به أفتاتي من نشر تدوينات تضر بالحزب ولا تخدم مصالحه. بنكيران انتقد بشدة غياب أفتاتي المستمر عن الاجتماعات الحزبية، داعياً إياه إلى الحضور واتخاذ موقف واضح إذا كان يطمح إلى قيادة الحزب، قائلاً: “إذا كان يريد أن يقود الحزب، فليحضر الاجتماعات ولا يكتفي بالتدوينات التي تثير المشاكل.”

هذا التوتر بين القيادات في الحزب يفتح الباب على مصراعيه أمام تأويلات وتحليلات متعددة حول ما يجري داخل أروقة “العدالة والتنمية”. في حين يرى البعض أن “بنكيران” يوجه هذه الانتقادات بشكل غير مباشر إلى أطراف أخرى داخل الحزب، ويُظهر أنه ما يزال يتمتع بالقدرة على فرض سلطته الداخلية. إذ أن تصريحات بنكيران قد تعكس رغبة في إعادة التأكيد على قيادته وسط أجواء الانتخابات المقبلة في 2026، وفي محاولة للتأكيد على بقاءه في رأس هرم الحزب، خاصة مع تضارب الأراء الداخلية حول كيفية التعامل مع وزارة الداخلية.

من جهة أخرى، يرى مراقبون آخرون أن هذا الصراع بين أفتاتي وبنكيران قد يكون بداية لصراع أعمق داخل الحزب مع اقتراب الاستحقاقات المقبلة. فالتوترات الحالية قد تساهم في تقسيم الحزب إلى تيارات متنافسة، كل منها يسعى للتموقع بشكل أفضل في المعركة الانتخابية القادمة.

أزمة العدالة والتنمية قد تكون مؤشرًا على تغيير في التحالفات والأدوار داخل الحزب، في وقت يزداد فيه الضغط السياسي مع اقتراب انتخابات 2026. فهل سيستطيع بنكيران فرض سلطته داخل الحزب ويخضع خصومه السياسيين؟ أم أن الخلافات الحالية ستفضي إلى تغييرات جذرية في قيادة الحزب وتوجهاته؟

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *