التعاون الفلاحي بين البرازيل والمغرب.. حوار مع رئيسة المؤسسة البرازيلية للبحث الزراعي

التعاون الفلاحي بين البرازيل والمغرب.. حوار مع رئيسة المؤسسة البرازيلية للبحث الزراعي

- ‎فياقتصاد, دولي, سياسة, واجهة
المغرب

متابعة

استعرضت سيلفيا ماسروها، رئيسة المؤسسة البرازيلية للبحث الزراعي (إمبرابا)، أفق التعاون المثمر بين الرباط وبرازيليا في مجال الفلاحة المستدامة، وذلك في إطار زيارة العمل التي تقوم بها إلى المغرب، حيث تحدثت ماسروها عن الطموحات الكبيرة لهذا التعاون القائم على الابتكار البحثي والتكنولوجي بهدف تعزيز فلاحة مرنة ومستدامة وضمان الأمن الغذائي في البلدين.

وخلال زيارتها للمغرب، أعربت رئيسة “إمبرابا” عن اهتمامها بالتعاون مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في مجالات متعددة، وخاصة في تطوير الأسمدة الفوسفاطية. وأشارت إلى أن هذا التعاون قد بدأ فعليًا في يونيو 2024، بعد استقبال “إمبرابا” لوفد من فرعي المكتب الشريف للفوسفاط في البرازيل والمغرب. تمحورت المناقشات حول توسيع وتطوير الشراكة بين الجانبين، مع التركيز على إنتاج الأسمدة العضوية من الفوسفور وتعزيز التبادل بين الباحثين في هذا المجال.

إعلان يمكن النقر عليه

وأضافت ماسروها أنه تم الاتفاق على إطلاق مشروع اتفاقية-إطار لهذا التعاون، بهدف تعزيز الشراكة بين الجامعات والمراكز البحثية في كلا البلدين، والعمل المشترك في مجالات الفلاحة الرقمية، وتكوين الموارد البشرية، والزراعة المستدامة.

وفيما يتعلق بالتعاون مع المعهد الوطني للبحث الزراعي في المغرب، أكدت سيلفيا ماسروها أن الشراكة بين “إمبرابا” والمعهد تتمحور حول مشاريع طويلة المدى. تشمل مجالات التعاون إدارة التربة والأسمدة، إضافة إلى تبادل المواد الجينية للقمح والشعير، وتقييم المخاطر المناخية التي تؤثر على الزراعة. وأوضحت أن هذا النوع من التعاون يساهم في تعزيز قدرة الفلاحين على مواجهة التحديات المناخية، وهو أمر بالغ الأهمية في سياق تغيرات المناخ الحالية.

واحدة من النقاط البارزة في هذا التعاون تتعلق بتحسين الأصناف الزراعية، وخاصة القمح. إذ تطور “إمبرابا” أصنافًا من القمح تتسم بقدرتها على مقاومة الجفاف، وهو ما يعد حلاً واعدًا لمواجهة الظروف المناخية القاسية. وأشارت ماسروها إلى أن المغرب، الذي يعاني من تحديات مماثلة فيما يتعلق بالأمن الغذائي، يمكنه الاستفادة من هذه الخبرات البرازيلية لتحسين إنتاج القمح وتقليل الاعتماد على الواردات.

وسلطت رئيسة “إمبرابا” الضوء على أهمية تبادل الخبرات بين البرازيل والمغرب في مجالات تدبير التربة والأسمدة. وأشارت إلى أن البرازيل يمكن أن تقدم تقنيات مبتكرة في مجال الزراعة المستدامة، مثل البذر المباشر وتخزين الرطوبة في التربة، التي يمكن أن تساهم في تحسين إنتاجية الأراضي الزراعية في المغرب. كما تم التطرق إلى أهمية استخدام الأسمدة البديلة، مثل الأسمدة العضوية والمعدنية، لتحسين التربة وضمان استدامة الإنتاج الزراعي.

وفي مواجهة التحديات المناخية، خاصة موجات الجفاف المتزايدة، أكدت سيلفيا ماسروها أهمية تبني ممارسات الزراعة المحافظة المستوحاة من التجربة البرازيلية. هذه الممارسات تشمل استخدام أسمدة بطيئة النفاذ وتناوب الزراعات، مما يساهم في تحسين تدبير المياه والتربة. كما أضافت أنه من الضروري إجراء اختبارات ميدانية لتقييم مدى تكيف هذه التقنيات مع الظروف المحلية في المغرب.

وفي إطار السياسة الخارجية للبرازيل، شددت سيلفيا ماسروها على أن الشراكة مع المغرب تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون مع القارة الإفريقية. وأضافت أن “إمبرابا” لديها تاريخ طويل في التعاون التقني مع العديد من البلدان الإفريقية، مما يسهل نشر المعرفة ونقل التكنولوجيا. الشراكة مع المغرب من شأنها فتح آفاق جديدة لتطوير حلول زراعية مبتكرة ومستدامة تتماشى مع التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية.

1 32 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *