الواقع يفنّد الدعاية: نجاح مغربي في تنظيم كأس إفريقيا يُسقط خطاب الإعلام الجزائري

الواقع يفنّد الدعاية: نجاح مغربي في تنظيم كأس إفريقيا يُسقط خطاب الإعلام الجزائري

- ‎فيرياضة, واجهة
Capture decran 2025 12 25 154829

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

 

ياسين بالكجدي/

في سياق تزامن فيه الحدث الرياضي القاري مع تصاعد الخطاب الإعلامي المتشنج، حاولت بعض المنابر الإعلامية الجزائرية التقليل من مجهودات المغرب في احتضان كأس إفريقيا، عبر التشكيك في جاهزية البنيات التحتية وقدرة المملكة على إنجاح التظاهرة.

غير أن مجريات الواقع، مدعومة بشهادات ميدانية موثوقة، كشفت بوضوح الهوة بين الخطاب الإعلامي والوقائع الملموسة.فمنذ انطلاق المنافسات، أبان المغرب عن جاهزية تنظيمية عالية، شملت ملاعب مستوفية للمعايير الدولية، منظومة نقل فعّالة، ترتيبات أمنية محكمة، وخدمات استقبال وتنظيم حظيت بإشادة الوفود الرسمية والجماهير الوافدة.

هذا النجاح لم يكن تقنياً فقط، بل شمل أيضاً البعد الإنساني، حيث ساد مناخ من الاحترام وحسن الضيافة عكس صورة بلد خبر تنظيم التظاهرات الكبرى.

اللافت في هذا السياق، أن الجمهور الجزائري الذي تنقّل إلى المغرب لمتابعة المباريات عبّر، في تصريحات مباشرة ومنشورات موثقة عبر منصات التواصل الاجتماعي، عن رضاه التام عن ظروف الإقامة والتنقل والتنظيم العام.

هذه الشهادات، الصادرة عن المعنيين مباشرة، شكلت مادة نقيضة تماماً لما روّج له الإعلام الجزائري، وأضعفت سرديته التي بُنيت على التهويل والتقليل دون الاستناد إلى معطيات ميدانية دقيقة.

وبينما راهن الخطاب الإعلامي الجزائري على التأثير في الرأي العام عبر لغة التشكيك، اصطدم بحقيقة لا تقبل التأويل: النجاح التنظيمي يقاس بالمعايير الدولية وبانطباعات المشاركين، لا بالعناوين الموجهة.

فشل هذا الخطاب لم يتجلى فقط في عجزه عن التأثير، بل أيضاً في فقدانه للانسجام مع مواقف جمهوره الذي وجد نفسه شاهداً على واقع مغاير تماماً.

إن نجاح المغرب في احتضان كأس إفريقيا يؤكد مرة أخرى أن الاستثمار الاستراتيجي في البنية التحتية الرياضية، إلى جانب الاستقرار التنظيمي والخبرة المتراكمة، عناصر حاسمة في إنجاح التظاهرات الكبرى.

كما يبرز هذا الحدث محدودية الخطاب الإعلامي غير المهني، الذي سرعان ما ينهار أمام الشهادات المباشرة والمعطيات الموضوعية.

وعليه، يمكن القول إن كأس إفريقيا لم يكن مجرد منافسة رياضية، بل اختباراً للمصداقية الإعلامية.

وقد نجح المغرب في كسب رهان التنظيم، بينما فشل الإعلام الجزائري في فرض روايته أمام جمهور واجه الحقيقة على أرض الواقع ونقلها دون وساطة أو تحريف.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *