راديو إكسبرس
البث المباشر
احمد اوسار/
قال محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، في تصريح لموقع “إكسبريس تيفي” إن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتولي العرش، شكل لحظة مكاشفة قوية مع واقع التنمية غير المتكافئة بين الجهات، ودعوة واضحة إلى القطع مع السياسات الموسمية والتفاوتات المجالية التي تعمق الإحساس باللاعدالة والانتماء من طرف فئات واسعة من المغاربة، خصوصاً في المناطق القروية والجبلية.
وأوضح أوزين أن التنمية في المغرب تسير بسرعتين، بين جهات تستفيد من المشاريع الكبرى وخدمات الدولة، وأخرى تعيش على الهامش، بسبب التموقع الجغرافي أو ضعف البنيات التحتية، مشدداً على أن العدالة المجالية ليست فقط مسألة تنموية، بل رهان استراتيجي للاستقرار وضمان تكافؤ الفرص بين المواطنين.
وأكد أن حزب الحركة الشعبية، الذي نشأ من رحم العالم القروي، يضع هذا الملف في قلب أولوياته السياسية، وينخرط في التوجه الملكي الرامي إلى إرساء عدالة اجتماعية شاملة مدخلها الأول هو الإنصاف المجالي. وأضاف أن التنمية لا تعني تعبيد الطرق فقط، بل تتعلق بالخدمات، والتعليم، والصحة، والشغل، وكرامة العيش.
وفي ما يخص الانتخابات التشريعية المقبلة، قال أوزين إن حزبه لا ينظر إليها كسباق على المقاعد، بل كجزء من مسار سياسي طويل، هدفه بناء ممارسة سياسية نزيهة ومسؤولة. وأكد أن الحركة الشعبية لا تتعامل مع الاستحقاقات بمنطق اللحظة، بل تشتغل على تأطير المواطنين وتقديم بدائل حقيقية تنطلق من الواقع وتستجيب له، بعيداً عن دغدغة العواطف أو تقديم الوعود السهلة.
وأشار إلى أن الملك محمد السادس وجّه رسائل واضحة للنخب السياسية، مطالباً بتأهيل الفعل السياسي وتطوير النقاش العمومي وتجديد الخطاب، وهو ما يتطلب انخراطاً فعلياً من الأحزاب، وليس فقط استجابة شكلية لخطاب ملكي. وقال إن من مسؤولية الطبقة السياسية اليوم استعادة الثقة وتقديم عرض سياسي جاد وقابل للتنفيذ.
وبخصوص دعوة الملك إلى فتح حوار مع الجارة الجزائر، قال أوزين إن الأمر لا يتعلق بموقف ظرفي، بل بخيار استراتيجي ثابت في السياسة الخارجية للمغرب، يقوم على الحكمة والهدوء. وأوضح أن المغرب يتعامل مع الوضع الإقليمي بمسؤولية، ويضع مصلحة شعوب المنطقة فوق الحسابات الضيقة، داعياً قادة الجزائر إلى التقاط الرسالة والتخلي عن منطق العداء المجاني.
وفي ما يتعلق بعزوف الشباب عن السياسة، قال أوزين إن الأسباب معروفة وتتعلق بجمود الخطاب الحزبي، وانفصال كثير من التنظيمات السياسية عن واقع الشباب وقضاياه اليومية. وأكد أن الجيل الجديد لا يبحث عن شعارات، بل عن خطاب واقعي، ومشاريع واضحة، وأحزاب تتحدث بلغته وتفهم أولوياته.
وشدد على أن حزب الحركة الشعبية يعمل على تجديد لغته السياسية، وفتح المجال أمام الشباب، ليس كزينة انتخابية، بل كقوة اقتراح ومبادرة، باعتبارهم فاعلاً أساسياً في بناء مغرب الغد، مؤكداً أن التحدي الأكبر اليوم هو إعادة الاعتبار للفعل السياسي، وإقناع المغاربة بأن السياسة لا تزال أداة للتغيير وليس مجرد واجهة انتخابية.
تصريحات محمد أوزين جاءت لتكرس موقفاً سياسياً يربط بوضوح بين التنمية العادلة، وتجديد النخب، وتخليق العمل السياسي، كركائز أساسية لنجاح المرحلة المقبلة، التي ستشهد تحولات كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
![]()









