راديو إكسبرس
البث المباشر
ياسين بالكجدي
لم يعد تشجيع المبادرات التنموية للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة جريمة في حق الإعلامي، ولا خروجا عن المهنية. بل إن نقل حقيقة ما يحدث على الأرض هو جزء من رسالة الصحافة: توثيق الواقع كما هو، بلا تزييف ولا تلميع ولا مجاملة.
فالمدينة التي ظلت لسنوات طويلة تراوح مكانها بسبب فشل عدد من المجالس المنتخبة في تدبير منح لوصيبي وتوجيهها نحو مشاريع ملموسة، وجدت نفسها اليوم أمام تحوّل حقيقي تقوده مؤسسة وطنية أدركت أن الانتظار لم يعد حلاً، وأن خريبكة تستحق ما هو أفضل.
منذ تولي السيد عبد الكريم رمزي إدارة موقع OCP بخريبكة، اختارت المؤسسة أن تضع يدها مباشرة على تفاصيل المشاريع الكبرى: تأهيل الشوارع، معالجة البنية التحتية، إصلاح الأحياء المرتبطة بالمجمع أولاً، ثم توسيع التدخل ليشمل شوارع وأزقة أخرى بطلب من المجلس الجماعي.
ولأن العمل حين يكون واقعياً وصادقاً لا يحتاج إلى بهرجة، فقد ظهرت النتائج للعيان: ورشات مفتوحة، تجهيزات جديدة، طرقات أعيدت إليها الحياة، وتحسينات حقيقية يشعر بها المواطن في تحركه اليومي.
إن ما يقوم به المجمع اليوم ليس بديلاً عن المؤسسات المنتخبة، بل هو محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد سنوات من التعثر والتأخير وسوء التدبير. ولهذا، فإن الكتابة عن هذه الأوراش هي مسؤولية إعلامية قبل أن تكون اصطفافاً أو انحيازاً. فالتنمية التي تُنجز فعلاً على الأرض لا يمكن تغطيتها بالصمت، كما لا يمكن السماح لخطابات سياسية عابرة أن تركب موجة التشكيك أو التشويش على واقع بات واضحاً للجميع.
لقد صار من الضروري أن يُقال بصوت عالٍ:
المجمع الشريف للفوسفاط قرر تحمل مسؤولية إعادة تأهيل المدينة بعدما فشلت المجالس السابقة لعقود في رفع مستوى خريبكة.
وما نشهده اليوم هو بداية مسار جديد يُعيد للمدينة شيئاً من مكانتها، ويضع التنمية في إطارها الصحيح: عملٌ ينجز، لا وعود تُردد.
![]()









