راديو إكسبرس
البث المباشر
ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، صباح اليوم الثلاثاء، سواحل منطقة كامشاتكا في أقصى شرق روسيا، في واحدة من أقوى الهزات الأرضية التي شهدها العالم خلال القرن الحالي، وسادس أقوى زلزال مسجل في تاريخ الرصد الزلزالي.

الزلزال وقع في نطاق “حزام النار”، المنطقة الأكثر نشاطًا زلزاليًا في العالم، وتسبب في تشققات عنيفة تحت قاع المحيط الهادئ. دقائق فقط بعد الهزة الأرضية، اجتاحت أمواج تسونامي عاتية السواحل الروسية، وبلغ ارتفاعها 4 أمتار، ما أدى إلى غمر أحياء كاملة في مدينة سيفيرو كوريلسك، التي يسكنها قرابة ألفي نسمة، حيث أظهرت مقاطع مصورة المياه وهي تكتسح المباني وتحمل معها السيارات، فيما أفادت مصادر محلية بتسجيل خسائر مادية جسيمة وتدمير عدد من المنشآت، بينها مدارس وحضانات.
الموجات الزلزالية لم تتوقف عند روسيا، إذ وصلت بعد وقت قصير إلى جزيرة هوكايدو اليابانية. السلطات هناك أعلنت حالة الطوارئ، وأمرت بإخلاء عدد كبير من المناطق الساحلية، من بينها كيوشو، وسط تحذيرات من ارتفاع الأمواج بشكل متزايد. سارع المواطنون إلى مغادرة منازلهم، ولجأ كثيرون إلى أسطح المباني، بينما أخلت فرق العمل محطات فوكوشيما النووية تحسبًا لأي تسرب إشعاعي، في مشهد يعيد إلى الأذهان كارثة عام 2011.
في المقابل، أطلقت صفارات الإنذار في هونولولو ومدن أخرى بجزر هاواي، على بعد آلاف الكيلومترات من مركز الزلزال. الحكومة الأمريكية أعلنت حالة الطوارئ وبدأت بإجلاء السكان نحو المرتفعات، وسط تحذيرات من موجات مدمرة. الحالة نفسها تكررت في نيوزيلندا، حيث اضطرت وكالة الطوارئ إلى مراجعة تقديراتها الأولية، وأصدرت تعليمات فورية للابتعاد عن الشواطئ، بعد صدور تقارير عن اقتراب موجات قد يتجاوز ارتفاعها ثلاثة أمتار.
خطر التسونامي لا يزال يهدد دولًا أخرى في المحيط الهادئ، من بينها تشيلي، الإكوادور، أستراليا، الفلبين والمكسيك. جميعها رفعت مستويات التأهب القصوى على سواحلها، في ظل اتساع نطاق الخطر.
الحكومة الروسية أعلنت أن الزلزال قد يكون بداية لسلسلة هزات ارتدادية عنيفة، قد تصل قوتها إلى 7.5 درجات، ومرجّحة أن تستمر لعدة أسابيع. مركز الأبحاث الجيوفيزيائية الروسي أكد أن النشاط الزلزالي الحالي يشبه ما وقع عام 1952، عندما ضرب زلزال ضخم نفس المنطقة وأدى إلى موجة تسونامي عنيفة قتلت المئات في هاواي.
رئيس وزراء اليابان أصدر بيانًا رسميًا أكد فيه أن الوضع خطير، وأن السلطات ستتخذ كل ما يلزم لحماية أرواح المواطنين، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة طوارئ فدرالية في ألاسكا وهاواي.
التطورات لا تزال متسارعة، والمشهد مفتوح على مزيد من المفاجآت. حجم الأضرار الكامل لم يتضح بعد، لكن المؤشرات الأولية توحي بأن العالم يشهد كارثة طبيعية غير مسبوقة سيتحدث عنها التاريخ طويلًا.
![]()









