اوسار أحمد/
يواصل المغرب توسيع حضوره العسكري والدفاعي في عدد من العواصم الدولية، بعد أن صادق مجلس الوزراء برئاسة الملك محمد السادس على مرسوم يقضي بتعيين ملحقين عسكريين ومساعدين لهم بعدد من السفارات المغربية، وفق ما جاء في العدد الأخير من الجريدة الرسمية.
وشملت هذه التعيينات الجديدة كلاً من أنغولا، إثيوبيا، كينيا، الأرجنتين، وباكستان، في خطوة تعكس تصاعد انخراط المملكة في شبكات التعاون العسكري الدولي، وترسيخ حضورها ضمن دوائر القرار الاستراتيجي عبر العالم.
ويأتي القرار بعد مصادقة المجلس الوزاري، المنعقد يوم 12 ماي الماضي، على مرسوم ينظم الوضع القانوني للملحقين العسكريين ومساعديهم، ويحدد صلاحياتهم ضمن البعثات الدبلوماسية المغربية بالخارج.
التركيز على ثلاث دول إفريقية ينسجم مع التوجه المغربي نحو تعميق الشراكات الاستراتيجية جنوب الصحراء، سواء على مستوى التنسيق الأمني أو تبادل الخبرات والتكوين العسكري. ويبرز هذا التوجه بوضوح في الانفتاح المتزايد على دول محورية في القارة مثل إثيوبيا وكينيا، في سياق يتسم بارتفاع التحديات العابرة للحدود.
أما في القارة الآسيوية، فتسعى الرباط إلى توسيع آفاق التعاون مع إسلام آباد، حيث تجري مفاوضات بشأن اتفاق عسكري يشمل نقل تكنولوجيا تصنيع السلاح الباكستاني إلى المغرب، وهو ما قد يشكل منعطفاً في مسار تطوير الصناعات الدفاعية الوطنية.
وفي أمريكا الجنوبية، جاء تعيين ملحق عسكري في سفارة المغرب بالأرجنتين ليعكس رغبة الرباط في بناء شراكات دفاعية مع قوى إقليمية ناشئة، والاستفادة من تجارب عسكرية متنوعة ومتكاملة.
هذه التعيينات الجديدة تندرج ضمن سياسة تدريجية بدأتها الرباط منذ سنوات لتعزيز حضورها العسكري الدبلوماسي، كان من أبرز ملامحها تعيين ملحقين عسكريين بكل من الهند وتركيا سنة 2022، في إطار إعادة رسم خارطة النفوذ الاستراتيجي للمملكة على الساحة الدولية.