راديو إكسبرس
البث المباشر
يتواصل الانهيار الأمني والإنساني في عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع (RSF) على المدينة، في تطور تعتبره المنظمات الحقوقية والتحليلية نقطة تحول خطيرة، وتشير عدة مصادر إلى أن القوات دخلت المدينة بعد حصار طال أكثر من 540 يوما، ما فجر موجة من الانتهاكات، أبرزها عمليات قتل جماعي واعتداءات منظمة بحق المدنيين.
وفقا لتقرير تحليل صور الأقمار الصناعية الذي أعده مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل، رصد تجمعات كبيرة لأجسام تبدو كجثث وانتشارا لألوان حمراء على الأرض في مواقع متعددة من المدينة، ما يدعم فرضية وقوع ما يحتمل أن يكون جرائم إبادة جماعية.
تقدر التقارير أن نحو 26 000 شخص فروا من المدينة في غضون يومين فقط بعد بدء العملية، بينما يرجح وجود ما يزيد على 177 000 مدني محاصرين داخلها، مع قطع شبه كامل لطرق الوصول الإنساني والإمدادات.
وقد أدانت دول عربية وإقليمية هذا التطور، حيث أدانت المملكة العربية السعودية، مصر، قطر، تركيا والأردن “الانتهاكات المروعة” التي ارتكبتها قوات الدعم السريع خلال السيطرة على الفاشر.
في ظل ذلك، قال المتحدث باسم الجيش السوداني إن سحب القوات من الفاشر جاء “لحماية المدنيين” من المزيد من الخسائر، لكنه وعد برد قوي ضد قوات الدعم السريع.
المنظمات الإنسانية تحذر من أن سقوط الفاشر قد يعيد منطقة دارفور إلى سيناريوهات التطهير العرقي التي شهدتها في العقدين الماضيين، وأن الأوضاع الحالية تضع السودان على حافة انقسام فعلي بين مناطق السيطرة.
في هذا السياق، دعت المفوضية الأوروبية جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وفتحت تحقيقا دوليا في الانتهاكات المحتملة، داعية لسرعة فتح ممرات إنسانية وضمان حركة المساعدات إلى المحتاجين.
تبدو الفاشر اليوم نقطة محورية في النزاع السوداني، إذ إن السيطرة عليها ومنع تدفق المساعدات الإنسانية ووقوع تلك الانتهاكات يهددان ليس فقط سكانها بل المسار السياسي في السودان برمته.
![]()







