صدى المونديال  أحلام كبيرة وسقوط مدو…

صدى المونديال  أحلام كبيرة وسقوط مدو…

- ‎فيFIFA2025, واجهة
IMG 20250627 WA0105

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

 

محمد الروحلي /

 

 

أنهى فريق الوداد الرياضي، مشاركته بكأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأمريكية، بثالث هزيمة، وكانت هذه المرة أمام العين الإماراتي، ليتذيل ترتيب المجموعة السابعة، بصفر نقطة، مع تسجيل هدفين، بمجموع يصل إلى حوالي 300 دقيقة…

 

حصيلة مخجلة، رغم الآمال الكبيرة التي علقت على هذه المشاركة، إلا أن الآمال شيء، والواقع شيء آخر، فالفريق الذي خرج خاوي الوفاض محليا، وعاش عدم الاستقرار طيلة الموسم، لا يمكنه بقدرة قادر، أن يتجاوز بجرة قلم كل المطبات، ويوقع عكس المنطق، على حضور إيجابي، بمجموعة لم تكن سهلة.

 

وإذا كانت الهزيمة أمام كل من مانشستر يونايتد الإنجليزي، ويوفنتوس الإيطالي، مقبولة نسبيا، بالنظر إلى الفوارق الشاسعة، وعلى كافة المستويات، فإن الهزيمة ضد العين، لم تكن مقبولة، بالنظر إلى المستوى الهزيل الذي ظهر به أصدقاء سفيان رحيمي، في الجولتين الأولى والثانية، حيث حصد هزيمتين، وكان أثقلها أمام “اليوفي” بستة لصفر…

 

قبل بداية الموسم، قلنا إنه لا يمكن رهن حاضر، ومستقبل النادي بمشاركة مونديالية، ومن الضروري التفكير في كيفية الإعداد الجيد للموسم القادم، واعتبار المشاركة الدولية، مجرد محطة في هذا الاتجاه، بدون أضرار لا مادية ولا تقنية، إلا أن إصرار من بيده الحل والعقد داخل القلعة الحمراء، كان له رأي آخر، والنتيجة كما ترون، إخفاق تقني وخسارة مالية كبيرة، وآفاق غير واضحة…

 

فقد خسر الوداد أغلب الصفقات التي عقدها صيفا وشتاء، وأعاد الكرة قبل المجيء لأمريكا بأيام، كما أن التعاقد مع المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، بداية الموسم المنقضي، كان خطأ فادحا، ليتم التخلي عنه، على بعد شهرين من نهاية الموسم، واللجوء على عجل لأمين بنهاشم، بتحميله مهمة قيادة الفريق، وسط ظروف صعبة، ورغم محاولة هذا الأخير، إصلاح ما يمكن إصلاحه، إلا أنه عجز عن تغيير الأمور، على النحو الذي يمكنه من إحراج كبار القارة الأوروبية، ليكون الختام، هزيمة قاسية أمام العين…

 

وفي غياب أي معطيات دقيقة، بخصوص أرقام الصفقات التي عقدها الرئيس الجديد، وهمت ما يقارب أربعين لاعبا، وتكلفة فسخ العقد مع ماكوينا، والطاقم المرافق له، فإن كل شيء، يبقى مبنيا للمجهول، وبالتالي، فإن مصير منحة المشاركة بكأس العالم، والمقدرة بتسعة ملايير ونصف، تحوم حولها الكثير من علامات الاستفهام، وكل الأعين تترصد تفاصيلها، وكيفية صرفها، وهل ستكون كافية لتغطية الميزانية التي تطلبها جلب اللاعبين، وتكلفة فسخ العقود، وغيرها من المصاريف والأرقام التي لا أحد يعلم تفاصيلها…؟.

 

ومقابل هذه التكلفة العالية، والطريقة السيئة في كيفية إدارة ملفات اللاعبين، وأيضا الاطقم التقنية، لم يستطع أيت منا ومن معه، التسويق الجيد لهذه المشاركة الدولية، إذ لم يتم جلب لا مستشهرين ولا معلنين ولا داعمين، وكل المصاريف تنتظر التوصل بمنحة الفيفا، وهذا فشل ذريع، يؤشر على ضعف المكتب الحالي، في قيادة ناد مرجعي، صاحب قاعدة جماهيرية عريضة، لتستيقظ مكونات الوداد على سقوط مدو، بعد أحلام جميلة عاشوها على نغمات وعود عسلية، قدمت بسخاء من طرف شخص اعتقدوا أنه “منهم وإليهم”…

 

فكل الوعود التي أطلقها الوافد الجديد على القلعة الحمراء، والتي صدقتها فئة عريضة من الجمهور الودادي، لم يظهر منها شيئا يستحق الذكر، ليخفق “رجل المرحلة” كما وصفه البعض، في أول اختبار، كما حدث تماما بعاصمة الزهور، حيث يعيش شباب المحمدية حاليا واقعا مزريا، قاده إلى القسم الثاني، وقد يواصل الانحدار، نحو الأقسام السفلى، إذا لم يبذل مجهودا خرافيا، يجنب فريق الأسطورة أحمد فرس، كارثة حقيقية…

 

ودع الوداديون المونديال بحسرة كبيرة، وخاب أملهم في إمكانية تسجيل حضور أفضل، مما وقفنا عليه في ثلاث مباريات، ليبقى الجمهور هو النقطة المضيئة، وسط سوداوية الواقع…

 

فكيف ستستخلص “العائلة” الدروس من موسم كارثي، واتخاذ قرارات تحد من نزيف داخلي، يهدد شريان الحياة، بناد، تعود طيلة تاريخه الطويل، إيجاد الحلول لأزماته من داخل مكوناته، وليس بحثا عن متطوع، جعل “وداد الأمة”، مجرد مطية، أو محطة عبور متاحة، نحو فضاءات، تخدم طموحاته الشخصية وتلبي نزواته الفردية…

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *