راديو إكسبرس
البث المباشر
محمد تحفة
كنت وسط أجواء العرس والزغاريد والموسيقى، فإذا بي أفاجأ بفيديو لضابط شرطة يُشتبه في ابتزازه لسائق عربة. قلت في نفسي: “يا سلام، حتى وسط الفرح يطل علينا الفساد ليفسد المزاج!”.
لكن… بصراحة، ما أعجبني هو أن الأمن تحرك بسرعة البرق، وفتح تحقيق بمجرد انتشار الفيديو. على الأقل هناك جهاز، عندما يرى شبهة فساد، لا يضعها في الدرج حتى تتعفن.
العيب ليس في وجود الجريمة أو شبهة الفساد ، بل عين الفساد هو عدم وجود آليات لمحاربته والتحقيق فيه
الأمن تحرك في ساعتها، وفتح تحقيق بسرعة الضوء. جهاز يعرف على الأقل أن كلمة “تحقيق” ليست مجرد حبر على ورق
أما بعض الوزارات والمؤسسات الأخرى… فحدث ولا حرج فالله يرزقها نصف هذه السرعة
برلمان يشتكي نفسه ويتهم حزبه بتزوير إرادة الأمة في الانتخابات، ولاحياة لمن تنادي و تصرخ.
رئيس جمعية أمي يبيع ويشري في حقوق الإنسان على المباشر في اليوتيوب و يساوم قناة معروفة والكل يتفرج وكأنها مسرحية كوميدية.
مايسة سلامة تعترف في تدوينة أنها تأخذ راتبًا سمينًا من جمعية تمولها الدولة ، وكأنها ترد على سؤال من أين لك هذا بالجواب إنه من المال العام والدولة ترد بالصمت المهيب، ربما لأنهم يحسبون الصمت من الفضائل.
على الأقل المؤسسة الأمنية، سواء كان الأمر مجرد تدوينة أو فيديو، لا تقول “عفا الله عما سلف”، بل تفتح التحقيق، حتى لو كانت النتيجة في النهاية البراءة. أما البقية؟ فالفضائح عندهم مثل التحف… تُخزن وتُحافظ عليها للأجيال القادمة.
في زمن كثرت فيه الفضائح وقَلَّ فيه التحرك، تبقى سرعة استجابة الأمن نقطة إيجابية تُحسب له، في حين تبقى مؤسسات أخرى في سبات عميق… وكأنها لا تسمع ولا ترى
سؤال لمن يهمه الأمر لماذا كل هذه الفضائح ولا من يحرك ساكنا ؟ وكأن الفضائح عندهم مثل النبيذ القديم… كلما عتقته أكثر، زاد ثمنه في السوق السياسية.
اللهم حمشش على وزن – الحموشي – مؤسساتنا.
![]()









