متابعة
أكد رئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد التزام المغرب الثابت بخياراته الإفريقية لأكثر من ستة عقود، مبرزا حرص المملكة على مواصلة السير مع أشقائها الأفارقة في مسار التنمية المشتركة وبناء مستقبل قاري متكامل. جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين المغرب والمجموعة الاقتصادية والنقدية لدول وسط إفريقيا “سيماك”، المنعقد بمدينة العيون.
ذكر ولد الرشيد أن ارتباط المغرب بالدول الإفريقية تعزز منذ قمة الدار البيضاء سنة 1961، التي دعا إليها الملك الراحل محمد الخامس، وأسست لمشروع الاندماج القاري، مضيفا أن المملكة تواصل اليوم بقيادة الملك محمد السادس ترسيخ رؤيتها الإفريقية المتكاملة عبر مشاريع متعددة الأبعاد.
استعرض رئيس مجلس المستشارين انخراط المغرب الفاعل في أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، وتفعيله اتفاقية منطقة التبادل الحر القارية، إلى جانب مبادرات استراتيجية مثل مشروع إفريقيا الأطلسية ومبادرة تعزيز الولوج إلى المحيط الأطلسي لفائدة دول الساحل، بهدف خلق فضاءات تنموية مشتركة.
أشار ولد الرشيد إلى أن هذه الدينامية واكبها إطلاق مشاريع كبرى مثل أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، ومبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية، معتبرا إياها نماذج ناجحة للتعاون الإفريقي المستدام.
لفت المتحدث إلى التحديات الكبرى التي تواجه القارة، خصوصا التناقض بين امتلاك إفريقيا لأكثر من نصف الأراضي الزراعية غير المستغلة في العالم، ومع ذلك تظل من بين أكثر المناطق معاناة من انعدام الأمن الغذائي. وشدد على أن مواجهة هذه المفارقات تتطلب تفعيل آليات جماعية ومستدامة.
أكد ولد الرشيد أن الأمن الغذائي والطاقة يشكلان ركيزتين أساسيتين لأي تنمية مستقرة، داعيا إلى تسريع الانتقال الطاقي في إفريقيا. وأوضح أن رغم الإمكانات الكبيرة للطاقات المتجددة في القارة، لا يزال 600 مليون إفريقي محرومين من الكهرباء، بينما تظل الاستثمارات العالمية في هذا المجال ضعيفة.
وأشار إلى أن هذا الخلل لا يمثل فقط فجوة إنمائية بل ينذر بمخاطر على حاضر ومستقبل إفريقيا، مما يستوجب استثمار الموارد المحلية المتجددة وتعزيز النجاعة الطاقية ودمج التكنولوجيا في مختلف مراحل الإنتاج والتوزيع.
واختتم ولد الرشيد بالتأكيد على أن المغرب جعل من الانتقال الطاقي أولوية وطنية وقارية، مذكرا بتحقيق المملكة تقدما مهما في هذا المجال عبر مشاريع مثل مركب نور للطاقة الشمسية ومزارع الرياح في طرفاية وبوجدور، مع هدف بلوغ 52% من الطاقة المتجددة بحلول 2030.
1 24 زيارة , 1 زيارات اليوم