كرة القدم تقود التغيير

كرة القدم تقود التغيير

- ‎فيرأي, واجهة
IMG 20250618 WA0141

 

نجيبة جلال/

إعلان يمكن النقر عليه

يسعدني، وأنا متواجدة حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية لتغطية فعاليات بطولة كأس العالم للأندية FIFA 2025™، أن أواكب لحظة فارقة في مسار كرة القدم الحديثة: لحظة تُعلن فيها اللعبة الأكثر شعبية في العالم أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام موجات الكراهية التي تجتاح الفضاء الرقمي، ولن تسمح بتحويل ملاعبها ومجتمعاتها إلى مسرح للتمييز والتنمّر والإساءة.

أن يُحيي الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) اليوم الدولي لمناهضة خطاب الكراهية من قلب هذا الحدث الكروي العالمي، وأن يُرفق المبادرة بإعلان صريح عن تحليل 33 مليون منشور وتعليق منذ عام 2022، إنما يُجسّد نقلة نوعية في فلسفة التسيير الرياضي، حيث لم يعد الانتصار يُقاس فقط بالأهداف، بل أيضاً بمدى التصدي للعنف الرمزي وحماية القيم الإنسانية داخل المستطيل الأخضر وخارجه.

في زمن تعاني فيه وسائل التواصل الاجتماعي من تفشي خطابات الحقد والعنصرية والتمييز، تسجّل كرة القدم هدفاً جديداً في مرمى الكراهية، وتبعث برسالة واضحة إلى العالم:
لن نسمح أن تُدنّس متعة اللعبة أو تُستهدف كرامة من يصنعونها.

لقد أولى عاهل البلاد، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، اهتماماً بالغاً بالرياضة عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، باعتبارها رافعة للتنمية، ووسيلة لتعزيز الانتماء الوطني، وبوابة للحضور المغربي في المحافل الدولية. فقد كانت التوجيهات الملكية السامية دائماً واضحة: الاستثمار في البنيات التحتية، تأهيل العنصر البشري، وتكريس القيم النبيلة للرياضة، وهو ما تُرجم إلى قفزات نوعية جعلت المغرب اليوم قبلة كروية بامتياز، وقوة صاعدة تستعد لاحتضان كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

لكن، وكما في كل مسار وطني ناجح، تظهر أصوات نشاز تسعى إلى التشويش، متسترة وراء شعارات “النقد” و”الحرية”، فيما هي في العمق أدوات فتنة تنفث سمّها السياسي داخل الفضاء الرياضي. الهجوم المنهجي على تنظيم كأس العالم للأندية، واستهداف فوزي لقجع، ليس سوى امتداد لمقاومة مشروع الدولة الحديثة، ومحاولة يائسة لضرب رمزية النجاح المغربي في عقر داره.

إن هؤلاء لا يزعجهم المال العام كما يدّعون، بل يزعجهم أن يُنفق في ما يُعلي شأن المغرب ويرفع رايته، وأن تؤول القيادة الرياضية إلى كفاءات مشهود لها بالكفاءة دولياً، مثل فوزي لقجع، الذي فرض حضور المغرب داخل أروقة FIFA وCAF، وأمّن للكرة المغربية موقعاً سيادياً غير مسبوق.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *