يُعرض حاليًا في القاعات السينمائية المغربية فيلم حرب الستة أشهر للمخرج جيلالي فرحاتي، وسط تفاعل نقدي وجماهيري لافت. العمل يقدّم تجربة إنسانية تضع الفرد في قلب الأسئلة الكبرى حول الذاكرة والهوية والانتماء، في معالجة فنية تخاطب الإحساس قبل الحدث.
الفيلم من بطولة يسرى بوحموش وسعد موفق، ويستند إلى حبكة اجتماعية هادئة في شكلها، عميقة في محتواها، تسائل الذات في زمن التحولات القاسية.
جيلالي فرحاتي.. عين تُصوّر الإنسان
ينتمي فرحاتي إلى جيل المخرجين الذين اختبروا السينما كأداة تأمل ومساءلة. في حرب الستة أشهر، يتجاوز السرد الكلاسيكي ليقترح سينما بطيئة الإيقاع، مشبعة بالشجن والفرح المكسور. الشخصيات في الفيلم ليست نماذج، بل أفراد يعيشون بين القلق والحلم، في عالم هشّ لا يمنح أجوبة سهلة.
أداء يسرى بوحموش وسعد موفق
يسرى بوحموش تؤكد حضورها في الساحة الفنية من خلال أداء داخلي مكثف، يبرز التوترات النفسية والتقلبات العاطفية للشخصية. سعد موفق، بدوره، يقدّم أداءً متوازنًا، يمزج بين الصمت والانفعال، ويمنح الشخصية أبعادًا إنسانية بعيدة عن التنميط.
بين جيلين.. سينما تتجدّد
رغم مساره الطويل، لا يبدو فرحاتي في هذا الفيلم أسيرًا لتجربته السابقة. حرب الستة أشهر يفتح حوارًا مع جيل جديد من المتفرجين، دون أن يفرّط في عمق الرؤية أو الصنعة الجمالية التي تُميز أعماله.
الفيلم يُنتظر أن يواصل جولته في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، مستندًا إلى قوته البصرية ورسائله الوجدانية التي تعبر الحدود.