جيراندو الكذاب لا يصح إلا الصحيح

جيراندو الكذاب لا يصح إلا الصحيح

- ‎فيرأي, واجهة
Capture decran 2025 04 26 214637

 

تحفة /

ذات يوم، نطق جوزيف غوبلز، رأس الإعلام النازي وأداة هتلر الباطشة بحرية الفكر: “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”. غير أن هذا الشعار الذي اجترحه زمن الاستبداد والدعاية السوداء بات، في عصرنا الراهن، مجرد أثر بالٍ في ذاكرة التاريخ، بعد أن اجتاح الإنترنت والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي العالم، ناشرًا بين سيولا من الأكاذيب.

أطل علينا جيراندو بقناته ” التحدي “ متحديا الحقيقة الساطعة في مغرب الامن والامان ؛ محاولات افتعال أزمة و صراع لايوجد الا في عقله المريض ؛ بين أجهزة الدولة الامنية وهي في الحقيقة أقرب إلى الاماني منها إلى الوهم

ففي زمن يمكن فيه تبديل الصور وتزوير الوقائع وصناعة “الحقائق” المدعومة بوثائق مصطنعة، لم يعد الكذب يحتاج إلى تكرار حتى يصدقه الآخرون فحسب، بل إلى أن يصدقه الكاذب نفسه. لعل الشعار الأدق لهشام جيراندو. صار: “اكذب.. ثم اكذب حتى تصدق ذاتك.”

لم يعد الإعلام اليوم يشن حروبه على أعداء الخارج، بل صوّب سهامه إلى الداخل، مستهدفًا الأفراد والجماعات، يشوه السمعة ويؤجج الشكوك، ويقلب الضحية جلادًا والعكس.

انتشرت الدعاية السوداء بتنسيق بين الذئاب المنفردة . يتصيدون في الماء العكر من واقعة جرير إلى محام مراكش

لقد أصبح جيراندو يتبنى سياسة متهورة: “اكذب.. ثم اكذب حتى تصدق نفسك”، حتى غدت القدرة على تضليل الرأي العام مؤهلاً لنيل أوسكار أفضل ممثل عن دور العمر.

لكن، هل يغلب الكذب الحقيقة أبدًا؟ أليس في النهاية “لا يصح إلا الصحيح” كما علمتنا الأيام؟ هل تسود الحقيقة، كما قال شكسبير: “العبرة بالخواتيم”، أم أن الإصرار على الإنكار ينجح أحيانًا في طمس معالم الجريمة؟

مهما بلغت براعة المضللين، يبقى الشعب في قرارة نفسه يراقب المشهد بصمت، يخالجه السخرية المرة، في انتظار ساعة العدالة.

لكن الحقيقة تبقى ساطعة، لا تغيب بذرائع الإعلام ولا يخفتها ” تحدي” التضليل

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *