انطلقت المملكة المغربية بخطى واثقة نحو تنويع عروضها السياحية، مركزة اهتمامها على الساحل المتوسطي الذي بدأ يفرض نفسه كخيار مفضل لعشاق الأصالة والطبيعة البكر، وقد برزت مدينتا الناظور والحسيمة كمحطتين واعدتين في هذا المسار الجديد، حيث تجسدان رؤية تعتمد على السياحة المستدامة والأنيقة، مدعومتين بمنشأتين فندقيتين متميزتين تابعتين لسلسلة فنادق “ميركيور”: “ميركيور ريف الناظور” و”ميركيور كويمادو الحسيمة”، واللتين تقدّمان تجربة إقامة فريدة في قلب مغرب متوسطي لم تطله بعد أضواء السياحة الجماهيرية.
على الشريط الساحلي الشمالي، بين بحيرة مارتشيكا الهادئة ومنحدرات الريف الشاهقة، تنبض الناظور والحسيمة بإيقاع خاص يعكس تناغم الطبيعة والثقافة. وتوفر هاتان المدينتان تجربة سفر قائمة على الهدوء، والانغماس في الثقافة المحلية، والابتعاد عن صخب الوجهات السياحية التقليدية.
الناظور: مدينة في صحوة
تقع الناظور بين البحر والجبال، وقد بدأت تفرض نفسها كوجهة سياحية صاعدة تستقطب من يبحث عن تجربة أصيلة، في قلب هذه المدينة، تمتد بحيرة مارتشيكا على مساحة تفوق 100 كيلومتر مربع، لتشكل واحدة من أبرز الكنوز البيئية في المملكة، وتزخر المنطقة بأنشطة سياحية متنوعة تشمل جولات على الكورنيش، ولقاءات مع الصيادين، واستجمام على شواطئ “شرانا” و”بوكانافر”، وزيارات للقرى الريفية القريبة.
فندق “ميركيور ريف الناظور”، الواقع على مقربة من البحر، يشكل نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف هذه الوجهة، يقدم الفندق غرفا أنيقة، وحماما تقليديا، ومطعم “باشاماما” الذي يقدم أطباقا متوسطية، إلى جانب برنامج صيفي غني بالأنشطة الثقافية والترفيهية.
يقول عبد الرحيم زكي، المدير العام للفندق :
“نطمح إلى تقديم تجربة إقامة دافئة وملهمة لكل زائر، تُجسّد روح الناظور من خلال ضيافة مغربية تجمع بين الألفة والانفتاح على الثقافة المحلية.”
الحسيمة: لقاء بين الجمال الطبيعي والهدوء
على بعد كيلومترات غربا، تبرز الحسيمة كوجهة ساحلية ذات طابع خاص. مدينة تتعانق فيها الجبال مع المياه الفيروزية، وتأسر الزوار بصفاء أجوائها وتنوع مناظرها، من الحديقة الوطنية إلى الخلجان السرية، ومن القرى الساحلية مثل “طوريس” و”بادس” إلى الموانئ التقليدية، تقدم الحسيمة لزوارها تجربة لا تنسى.
في موقع فريد يطل على خليج كويمادو، يقدم منتجع “ميركيور كويمادو الحسيمة” إقامة تمزج بين الرقي والبساطة. يتميز الفندق بغرف مطلة على البحر، وبرك سباحة، ومرافق للعناية الصحية، ومطاعم بأطباق محلية، وسهرات تحت النجوم.
يقول عبد الرزاق موافق، المدير العام للمنتجع حول المنتجع:
“منتجع ميركيور كويمادو الحسيمة ليس مجرد فندق، بل نافذة على روح المدينة. كل تفصيل فيه صمم ليقرب الزائر من سحر المنطقة وعمقها الثقافي.”
مستقبل السياحة في المتوسط المغربي
ضمن الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة المستدامة والمتنوعة، تبرز الناظور والحسيمة كوجهتين متكاملتين، وتضطلع مؤسستا “ميركيور” في المدينتين بدور محوري في إنجاح هذا التوجه، من خلال تقديم خدمات تضاهي المعايير العالمية، دون أن تنفصل عن الهوية المحلية.
وفي هذا السياق، أشار سليمان خول، نائب رئيس العمليات في فنادق “أكور” المغرب:
“تهدف علامة ميركيور إلى إبراز غنى المناطق التي تتواجد بها، من خلال ضيافة أصيلة ومرتبطة بالبيئة المحلية. وتشكل الناظور والحسيمة نموذجين مثاليين لرؤية سياحية تسلط الضوء على جانب متوسطي من المغرب لم يُكتشف بعد بالكامل.”
وهكذا، تعود الناظور والحسيمة إلى الواجهة، ليس فقط كوجهتين للسياحة والاستجمام، بل كأبواب مشرعة على مغرب متجدد في حضن المتوسط.