انعقدت الدورة الحادية عشرة من ملتقى الدار البيضاء للتأمين2025 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يومي 16 و17 أبريل 2025، في حدث شهد مشاركة أكثر من ألف مختص ومتخصص من مختلف أنحاء العالم، مما يبرز الأهمية المتزايدة لهذا الملتقى الذي ينعقد سنويًا لمناقشة قضايا التأمين الراهنة والمستقبلية.
حمل الملتقى هذا العام عنوان “التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي: أية فرص للتأمين؟”، وهو موضوع يتناول التحديات والفرص التي تطرأ على قطاع التأمين بفضل التطورات التكنولوجية الحديثة، وقد تم تنظيم هذا الحدث من قبل الفيدرالية المغربية للتأمين (FMA)، في سياق يشهد فيه القطاع تحولا عميقا تتسارع وتيرته بفضل الثورة الرقمية والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي.
في حفل الافتتاح، ألقى رئيس الفيدرالية المغربية للتأمين، محمد حسن بنصالح، كلمة مهمة أكد فيها على تأثير الذكاء الاصطناعي في تغيير مجريات المهن والعمليات داخل القطاع، وأشار إلى الحاجة الملحة لوضع إطار تنظيمي يشجع على الابتكار ويسهم في تطوير تكنولوجيات التأمين مع تعزيز الشمولية في توفير خدمات التأمين، كما تناول بنصالح الأولويات المستقبلية، من بينها إعادة النظر في جدول تعويضات التأمين على السيارات، والتوجه نحو تطبيق نظام صحي شامل بالشراكة مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
أما السيدة نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، فقد ركزت في كلمتها على أهمية التأطير الصارم للاستثمار في مجالات حساسة مثل الأمن السيبراني، مشيرة إلى ضرورة مراعاة هذه التحولات التكنولوجية في السياسة الاقتصادية الوطنية.
من جهته، أكد السيد عثمان العلمي، الكاتب العام لهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي (ACAPS)، على التحديات المرتبطة بالتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوكشين والحوسبة السحابية، محذرا من التأثيرات التي قد تشمل 40% من الوظائف على المدى المتوسط، مشيرا إلى ضرورة الاستعداد لهذه التغيرات السريعة.
في إطار تعزيز التعاون الدولي، تم التوقيع على اتفاقيتين هامتين خلال الملتقى، الأولى مع جمعية مؤمني غانا (بلد الشرف لهذه الدورة) بهدف تعزيز التعاون الرقمي والابتكاري في قطاع التأمين، بينما تم توقيع الاتفاقية الثانية بين الفيدرالية المغربية للتأمين وهيئة مراقبة التأمينات والاحتياط الاجتماعي لإدماج مقاربة النوع في تصميم وتسويق المنتجات التأمينية، وذلك تماشيا مع الأهداف الوطنية للإدماج المالي.
شهد الحدث على مدار يومين خمس جلسات نقاشية وأربع كلمات رئيسية تناولت أبرز التحديات الراهنة، بما في ذلك تخصيص العروض في ظل الذكاء الاصطناعي، تحقيق التوازن بين التوزيع والمخاطر، وتحول سلسلة القيمة. وقد تم تسليط الضوء على قضايا مثل إدارة المخاطر المناخية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة، وتطور التأمين على السيارات.
اليوم الأول كان غنيا بالتوجهات المستقبلية، حيث تناولت إحدى الكلمات الرئيسية مساهمات الذكاء الاصطناعي في القطاع، بينما تم النقاش حول الإطار التنظيمي الضروري لمواكبة هذه التحولات في كلمة ثانية، أما الكلمة الثالثة فاستعرضت تجارب ملهمة في تعزيز العلاقة مع الزبناء باستخدام الذكاء الاصطناعي. اليوم الثاني شهد مداخلات رئيسية مع خبراء دوليين مثل بوزينا هينتون، من الجمعية الدولية للاكتواريين، التي ناقشت التوازن بين تخصيص العروض والتوزيع الجماعي للمخاطر في ظل الذكاء الاصطناعي.
واختتم الملتقى بعرض دراسات حالة ناجحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي التوليدي، في مجالات تأمينية مختلفة قدمتها شركات Insurtech مثل Acheel وKlaimy وKorint وSynapse Medicine.
وقد اتفقت جميع المداخلات على ضرورة تأطير استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جيد، لما له من إمكانيات كبيرة في تعزيز قطاع التأمين وتحديثه. في جو من التعاون والحوار البناء، أصبحت هذه الدورة الحادية عشرة من ملتقى الدار البيضاء محطة استراتيجية تتيح للمتخصصين التطلع إلى المستقبل، حيث يتم رسم ملامح قطاع تأمين أكثر ابتكارا وشمولا، ملتزما بمهمته الأولى: الحماية.
جدير بالتذكير أن الفيدرالية المغربية للتأمين تعد جمعية تضم 25 شركة تأمين وإعادة تأمين تعمل في المغرب. وتتمثل مهمتها الرئيسية في دعم أعضائها والمساهمة في تطوير وتحسين قطاع التأمين في المملكة.
1 24 زيارة , 1 زيارات اليوم
تنبيهات : أطلنطاسند للتأمين تطلق منتجها الجديد "Pro + لمهن الصحة" لتأمين المهنيين في قطاع الصحة | اكسبريس TV