الماء والزراعة والابتكار: ثلاثية على محك أغري ووتر 2025

الماء والزراعة والابتكار: ثلاثية على محك أغري ووتر 2025

- ‎فياقتصاد, واجهة
الفلاحة

راديو إكسبرس

البث المباشر

متابعة

في سياق عالمي يتسم بندرة متزايدة في الموارد المائية وتحولات عميقة في النظم الزراعية، برز منتدى AgriWater’2025 كموعد وطني بارز يجمع بين العلم والتكنولوجيا والتنمية المستدامة، ليشكل منصة للتفكير الجماعي حول الأمنين المائي والغذائي كرهان استراتيجي لمستقبل المغرب.

المنتدى، الذي تميز بمقاربة تشاركية متعددة التخصصات، جمع باحثين ومهندسين وفلاحين وخبراء في المياه والمناخ وممثلي مؤسسات وطنية ورواد أعمال، بهدف إعادة صياغة علاقة المغرب بمورد الماء على أسس جديدة تجمع بين الابتكار والمسؤولية.

الماء في صلب السيادة الوطنية

ذكّرت كلمات المشاركين بأن الماء ليس مجرد مورد طبيعي، بل هو أساس الحياة والسيادة الغذائية والتنمية المستدامة. فغيابه يعني هشاشة اقتصادية واجتماعية، مما يجعل تدبيره أحد أعمدة السياسات الوطنية المستقبلية.
وقد تناول المنتدى إشكالية الماء من منظور جديد، باعتباره رافعة للتنمية وفرصة للتجديد الاقتصادي، لا مجرد تحدٍ بيئي. فالمغرب، الذي يواجه ضغطاً مائياً متزايداً بسبب تراجع التساقطات وتغير المناخ، مدعو اليوم إلى الابتكار وتعبئة المعرفة الجماعية لمواجهة الأزمة.

تحالف العلم والميدان

أبرزت مداخلات المشاركين أن الحلول الناجعة لتحدي الماء تمر عبر تضافر العلم والتكنولوجيا والممارسة الميدانية. وتم عرض تجارب حديثة في الري الذكي باستخدام أجهزة استشعار، والمراقبة الفضائية لرطوبة التربة، والمنصات الرقمية لتبادل البيانات بين الباحثين والفلاحين.
هذه الابتكارات لا تقتصر على تحسين الإنتاجية، بل تسهم في إعادة تعريف العلاقة بين الماء والمعرفة والتنمية الاقتصادية، انسجاماً مع رؤية المنتدى التي تعتبر أن صحة المياه تعكس جودة علاقة الإنسان ببيئته.

من الندرة إلى الابتكار

أكد المشاركون أن المغرب يقف أمام منعطف حاسم: إما الاستمرار في نموذج فلاحي مكثف في استهلاك المياه، أو الانتقال نحو نموذج جديد قائم على المرونة والاستدامة.
وشددت النقاشات على ضرورة تحويل الندرة إلى دافع للإبداع، من خلال تطوير حلول تشمل إعادة استخدام المياه العادمة، والدمج بين التقنيات الرقمية والممارسات التقليدية في الري، وتعزيز التكوين في مهن الماء والابتكار الزراعي.
هكذا تتحول الاستدامة من عبء اقتصادي إلى فرصة استراتيجية، تعزز تنافسية المغرب وتدعم سيادته في مجال الأمن الغذائي.

الابتكار في خدمة التنمية الجهوية

أبرز المنتدى أهمية المقاربة الترابية في تدبير الموارد المائية، إذ تختلف التحديات بين جهة وأخرى. ودعا إلى حكامة محلية متكيفة مع الخصوصيات المائية لكل منطقة، وإلى إنشاء منظومات إقليمية للابتكار تضم مراكز تكوين، ومختبرات للري الدقيق، وحاضنات للمشاريع الزراعية الذكية.

نحو نموذج فلاحي ذكي وإنساني

لم يقتصر النقاش على الجوانب التقنية، بل شمل أيضاً البعد الاجتماعي والإنساني. فإدارة الماء والتكنولوجيا في العالم القروي ترتبط بالكرامة والعدالة والاستقرار.
ودعا المنتدى إلى تبني نموذج فلاحي ذكي وإنساني، يجعل التكنولوجيا أداة لخدمة الإنسان والسيادة الغذائية، لا غاية في حد ذاتها.

عقد جديد بين الماء والعلم والمجتمع

خلص المشاركون إلى أن إدارة الماء لم تعد قضية تقنية فقط، بل مشروعاً مجتمعياً يعكس نضجاً حضارياً وقدرة جماعية على التخطيط للمستقبل.
وقد نجح AgriWater’2025 في إرساء أسس عقد وطني جديد بين الماء والعلم والإنتاج، حيث تتحول التحديات المناخية إلى محركات للتحديث، ويصبح الابتكار تجسيداً للسيادة والمرونة.

بهذا، أثبت المنتدى أن المغرب قادر على تحويل الندرة إلى فرصة، والتحدي إلى رافعة للتنمية، عندما تتوحد المعرفة والابتكار والإرادة في مشروع وطني مستدام.

 

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *