راديو إكسبرس
البث المباشر
متابعة
تستعد العاصمة الرباط لاحتضان دورة جديدة من العرض التاريخي الفني “نوستالجيا – عاطفة الأمس”، الذي يعود في موسمه الثالث، بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورات السابقة، وذلك في الفترة الممتدة من 9 إلى 13 يوليوز 2025، وسط الأجواء الساحرة لموقع شالة الأثري.
وينظم هذا الحدث الثقافي من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع الاستوديوهات المغربية العالمية بورزازات، في إطار استراتيجية تهدف إلى إحياء المواقع التاريخية وتحويلها إلى فضاءات حية للعروض الفنية والتفاعل الثقافي.
وسيقدم عرض “نوستالجيا” بشكل يومي في ثلاث حصص تنطلق ابتداء من الساعة التاسعة ليلا، ليمنح جمهور الرباط وزوارها تجربة غامرة تعود بهم إلى محطات مفصلية من التاريخ المغربي، ضمن عرض فني يجمع بين الفرجة والمعلومة والتوثيق، في قلب أحد أعرق المعالم الأثرية بالمملكة.
ويعيد العرض، الذي يشرف عليه المخرج المسرحي وأستاذ “ليزاداك” أمين ناسور، إحياء ذاكرة شالة من خلال لوحات مسرحية ثرية تسرد قصص تعاقب الحضارات التي مرت على الموقع، بدءا من الفينيقيين والرومان، مرورا بمرحلة الدولة الإسلامية، وصولا إلى العصر العلوي.
وأكد ناسور في تصريح صحفي أن “نوستالجيا” يساهم في تعريف الزائرين، سواء من المغرب أو خارجه، بجزء من الذاكرة التاريخية للمملكة، كما يتيح للناشئة المغربية فرصة التفاعل مع تراثها عبر قالب فني مبتكر.
ويشارك في إنجاز هذا العرض أكثر من 350 فنانا وتقنيا، ما يجعله ورشا مفتوحا للتشغيل الفني والتقني، ويوفر فرص عمل مؤقتة لعشرات المهنيين في مجالات متعددة مرتبطة بالصناعة الثقافية.
ولا يقتصر العرض على الجانب الفني فقط، بل يندرج ضمن رؤية متكاملة لتنشيط السياحة الثقافية، في سياق توجه عالمي يراهن على الصناعات الثقافية كرافعة للتنمية، حيث شدد ناسور على أن هذا النوع من العروض أصبح قطاعاً واعداً يدمج بين الإبداع والترويج السياحي والاقتصادي.
يشار إلى أن موقع شالة الأثري، المصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 2012، يعد من أبرز معالم العاصمة التاريخية، ويحمل آثارا تعود لقرون ما قبل الميلاد.
ويأمل منظمو العرض أن تسهم هذه المبادرة في تعزيز الوعي الجماعي بقيمة موقع شالة، واستثماره كفضاء ثقافي وفني يعكس عمق الذاكرة المغربية وتنوع روافدها الحضارية.
![]()









