المغرب وجزر القمر – تجربة الخبرة ضد الطموح في مواجهة مباشرة

 

عندما يُسجل المغرب وجزر القمر مواجهة على أرض الملعب، تكون الأرقام واضحة، لكنها ليست حاسمة. على الورق، الفارق كبير: المغرب في المركز الحادي عشر عالميًا، أول منتخب إفريقي، بينما جزر القمر يحتل المرتبة 108. سجل المواجهات المباشرة يضيف وضوحًا أكثر، إذ فاز المغرب في ثلاث مباريات وتعادلا مرة واحدة، دون أي انتصار لجزر القمر.

لكن كرة القدم، كما نعرف، لا تحسم بالتصنيف وحده. المغرب، صاحب الخبرة الطويلة في كأس إفريقيا، يخوض مشاركته العشرين في النهائيات، بينما جزر القمر يكتب فصله الثاني فقط بعد ظهوره الأول في نسخة 2021. الخبرة المغربية تمنحها الثقة والقدرة على التحكم في وتيرة المباراة، بينما يمثل فريق جزر القمر نموذجًا للطموح والرغبة في إثبات الذات رغم قلة التجربة.

ما يميز جزر القمر أيضًا هو ما قدمه في التصفيات: ثلاث انتصارات وثلاثة تعادلات، دون هزيمة، أمام منتخبات قوية مثل تونس ومدغشقر. هذا الأداء يثبت أن الفارق في التصنيف لا يعني بالضرورة غياب القدرة على المفاجأة، وأن كل مباراة تبقى فرصة لصناعة اللحظة الخاصة.

أما المغرب، فيدخل اللقاء وهو مطمئن نسبيًا، مدعومًا بسجل جيد في مباريات الافتتاح: ثلاث انتصارات متتالية ونظافة شباك في خمس مباريات افتتاحية متتالية، ما يمنحه أفضلية منطقية دون أن تمنحه ضمان الفوز.

في نهاية المطاف، يظل السؤال مفتوحًا، كما يحب حسن المستكاوي أن يتركه: هل سيتمكن المغرب من تحويل الخبرة والتاريخ إلى نتيجة ملموسة فوق العشب، أم ستكتب جزر القمر فصلًا جديدًا يثبت أن الطموح قادر على قلب التوقعات؟