نظم بمدينة الرباط في الفترة الممتدة بين 16 و18 يوليوز 2025، هاكاثون وطني غير مسبوق، جمع 90 مشاركة ومشاركا يمثلون 45 هيئة من مكونات المجتمع المدني المغربي، وذلك في إطار دينامية التحول الرقمي التي تشهدها المملكة، ويأتي هذا الحدث المتميز بمبادرة من الوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، وبشراكة استراتيجية مع شركة هواوي المغرب، تحت شعار “رقمنة المجتمع المدني”.
سعى هذا الهاكاثون إلى تسريع وتيرة الرقمنة داخل النسيج الجمعوي، من خلال تطوير حلول رقمية مبتكرة وقابلة للتطبيق، تعزز الأداء الميداني للجمعيات، وتواكب التحديات التي تواجهها في مختلف جهات المملكة.
وعلى مدى ثلاثة أيام من العمل الجماعي والتفكير الإبداعي، شارك فاعلون جمعويون، خبراء تقنيون، وممثلو القطاع العام في ورشات تفاعلية، صممت لتبادل الخبرات وصقل المهارات الرقمية، وقد استفادت الفرق من توجيه مستمر من قبل مهندسين وموجهين من شركة هواوي، الذين ساعدوهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية.
وأكد السيد جايسون تشين، نائب رئيس شركة هواوي المغرب، خلال كلمة له بالمناسبة، أن “التحول الرقمي لا يكتمل إلا بمشاركة فاعلة من المجتمع المدني”، مضيفا أن “هذا الهاكاثون يمثل نموذجا ناجحا لتعاون القطاعين العام والخاص لخدمة الابتكار الاجتماعي”.
توجت الفعالية بتقديم مشاريع رقمية أمام لجنة تحكيم متخصصة، قيّمت الحلول بناءً على مدى ملاءمتها لاحتياجات الجمعيات، ودرجة ابتكارها، وقابليتها للتوسيع. وأسفرت النتائج عن تتويج أربعة مشاريع واعدة، حصلت على دعم مالي وفرص للمرافقة المهنية من أجل الانتقال من الفكرة إلى التطبيق الميداني.
ورغم الطابع التنافسي، شكل الهاكاثون فضاءً حقيقياً للتعلّم، وتبادل التجارب، وبناء شبكات تعاون مستقبلية، مما يعزز حضور الرقمنة داخل الحقل الجمعوي كرافعة للتأثير المجتمعي.
مثّل هذا الحدث أكثر من مجرد مسابقة تقنية، بل كان محفزاً للابتكار الجماعي، ومنصة لبروز كفاءات جديدة في مجال الرقمنة. وهو ما يجسد رؤية مشتركة بين هواوي المغرب والوزارة المنتدبة، لإرساء أسس مجتمع رقمي تشاركي، تُسخّر فيه التكنولوجيا لخدمة العمل الجمعوي والمشاركة المواطنة.
ويأتي هذا الهاكاثون ضمن سلسلة مبادرات أطلقتها شركة هواوي المغرب دعماً لمسار التحول الرقمي الوطني، عبر تقوية قدرات الفاعلين المحليين في مجالات التكنولوجيا والابتكار. وقد شددت الشركة على استمرار التزامها بدعم المجتمع المدني، باعتباره فاعلاً محورياً في التنمية المستدامة.
وبهذا، يرسّخ الهاكاثون الوطني مكانته كنموذج للتعاون البنّاء بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، في سبيل تحقيق تحول رقمي شمولي، يعكس تطلعات المغرب نحو اقتصاد رقمي متجذر في الواقع ومرتبط بقضايا التنمية المجتمعية.