في عام 2024، تمكنت حلول كاسبرسكي الأمنية من إحباط ما يقارب 900 مليون محاولة تصيد احتيالي على مستوى العالم، مما يعكس زيادة ملحوظة بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق، حيث كانت محاولات التصيد في عام 2023 تبلغ حوالي 710 مليون. ويكشف التحليل الذي أجرته الشركة عن استغلال المهاجمين لأسماء علامات تجارية عالمية مرموقة مثل “Booking” و”Airbnb” و”TikTok” و”Telegram”، في محاولاتهم لسرقة بيانات تسجيل الدخول ونشر البرمجيات الخبيثة، مما يزيد من تعقيد التهديدات الرقمية التي تواجه المستخدمين حول العالم.
وفي المغرب، سجلت كاسبرسكي أكثر من 6.4 مليون محاولة تصيد احتيالي، فيما تم حظر أكثر من 1.6 مليون مرفق خبيث خلال نفس العام. وكانت الأشهر بين مايو ويوليو هي الأكثر تضررًا من هذه الهجمات، حيث استغل المحتالون موسم العطلات الصيفية لاصطياد المسافرين عبر عروض وهمية لحجوزات الفنادق وتذاكر الطيران.
وقد أظهرت كاسبرسكي تطورًا ملحوظًا في أساليب الاحتيال الرقمي، حيث أصبح المهاجمون يعتمدون على انتحال هوية منصات إلكترونية موثوقة لجذب الضحايا. فقد استهدفت إحدى حملات التصيد مستخدمي “TikTok Shop” من خلال إنشاء صفحات مزيفة لسرقة بيانات البائعين على المنصة. كما استغل مجرمو الإنترنت المواضيع الرائجة، مثل الهجمات المرتبطة بلعبة العملات الرقمية “Hamster Kombat”، فضلاً عن استهداف مستخدمي المحافظ الرقمية الخاصة بمنصة “TON”.
وفي عام 2024، لوحظ أيضًا تزايد استخدام تقنيات “التزييف العميق” (Deepfake)، حيث تم نشر مقاطع مزيفة لمشاهير يُزعم أنهم يروجون لجوائز وهمية لمتابعيهم، مما يزيد من إقناع الضحايا بأن هذه الجوائز حقيقية، رغم أنها لم تُسلم أبدًا. ويُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في العام 2025، مما يضاعف من تعقيد عملية كشف الاحتيال.
على صعيد آخر، شهدت أيضًا هجمات البريد الإلكتروني زيادة في تعقيداتها، حيث تلقى المستخدمون حول العالم أكثر من 125 مليون رسالة مرفقة بملفات ضارة خلال عام 2024، وكان للمغرب نصيب منها، حيث تم حظر أكثر من 1.6 مليون مرفق خبيث. وفي بيئة الأعمال، شكلت الرسائل غير المرغوب فيها “Spam” نحو 47% من الرسائل المرسلة إلى العناوين المهنية عالميًا، بزيادة تقدر بنسبة 1.27% مقارنة بالعام 2023. ورغم أن البريد العشوائي لا يكون دائمًا ضارًا، إلا أنه غالبًا ما يُستخدم كأداة لتمرير البرمجيات الضارة. وقد لوحظ أن أكثر حملات البريد العشوائي شيوعًا كانت تروج لحلول الذكاء الاصطناعي وندوات إلكترونية وبرامج لزيادة المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، أشارت أولغا سفستونوفا، خبيرة الأمن السيبراني لدى كاسبرسكي، إلى أن المبادئ الأساسية للتصيد الاحتيالي لم تتغير، لكن المهاجمين يعملون على تحديث أساليبهم باستمرار باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لجعل عمليات الاحتيال أكثر إقناعًا. وأضافت أن استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد ساعد المهاجمين في إنشاء مواقع مزيفة ذات احترافية عالية، مما يجعل اكتشاف الاحتيال أكثر صعوبة. وأكدت سفستونوفا أن هذه الأساليب لا تهدد فقط الأمان المالي للمستخدمين، بل تعرض هوياتهم الرقمية أيضًا لخطر متزايد، مما يجعل من الضروري تعزيز الوعي الرقمي والاعتماد على حلول أمنية قوية لحمايتهم من هذه المخاطر المتنامية.