مرة أخرى، يكرس الجمهور الرياضي المغربي، قيمته الاستثنائية خلال مشاركة فريق الوداد البيضاوي، بمنافسات النسخة الجديدة والموسعة، من كأس العالم للأندية، المقامة حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتبرز هذه الحقيقة، من خلال التواجد المهم للجماهير الودادية خاصة والمغربية عامة، في المناطق المجاورة لمقر إقامة الفريق في ماريلاند القريبة من العاصمة واشنطن، وسواء بمدينة فيلادلفيا التي احتضنت المباراتين الأولى والثانية في فيلادلفيا، وأيضا واشنطن التي تستقبل اللقاء الثالث، دون أن ننسى مدنا أخرى، كعاصمة العالم نيويورك، أو حتى ولاية نيوجرسي.
في هذه المدن، لا يمكن أن تمر في شارع أو زقاق، أو ترتاد مقهى أو مطعما، أو تتنقل في باص أو قطار وحتى طائرة، دون أن تصادف مغربيا يرتدي قميص الوداد أو قميص الفريق الوطني، ليسجل المغاربة مجددا حضورا لافت جدا ومميزا جدا، بل ومثيرا لإعجاب وانتباه؛ جميع المتتبعين من كل الفئات والجنسيات.
تطوع أفراد من الجالية المغربية لتنظيم أحداث في هذه الحواضر التي تعيش على إيقاعات كرة العالمية، جمعت المغاربة سواء القادمين من المغرب أو المقيمين في المدن، أو مدن أخرى من التراب الأمريكي الشاسع، بالوان مغربية وأغاني وطنية…
والإيجابي في هذه المبادرات أنها عرفت حضور مسؤولين ومنتخبي المدن الأمريكية المذكورة، إما بصفة شخصية أو عبر إرسال مبعوثين بالنيابة عنهم، وفي كلتا الحالتين، يتم إلقاء كلمات معبرة وإيجابية في حق المغرب، والرياضة المغربية والجمهور الرياضي المغربي، والتذكير بالعلاقات المغربية الأمريكية الضاربة بجذور التاريخ…
وهذا -كما قلنا- أمر إيجابي جدا لأنه عوض نسبيا، غيابا غير مفهوم لمبادرات يفترض أن تتبناها المؤسسات الرسمية كوزارة السياحة وغيرها، وذلك من خلال تنظيم أحداث مخصصة للتعريف بالمملكة، ومنتوجاتها وخزونها الثقافي، وقضاياها الأساسية.
ومن حسن الحظ، أن جمهور كرة القدم وافراد من الجالية، عوضا هذا النقص، وكرس قيمة إيجابية، كما وقفنا عليها ووقف الجميع، في العديد من المناسبات السابقة، ككأس العالم “قطر 2022″، وقبلها مونديال روسيا سنة 2018، وأولمبياد باريس 2024.
“برافو” لجمهورنا الرياضي، وتحية إعجاب وتقدير له، على أمل أن تتعزز هذه القيمة لأهميتها الخاصة في التعريف بالمغرب، عبر رياضة تحولت بإرادة ملكية سامية أيضا، إلى قوة ناعمة في الدفاع عن الوطن، ومقدسات التي يتشكل حولها اجماعنا الوطني…