يستعد النجم المغربي أشرف حكيمي لخوض واحدة من أهم محطات مسيرته الكروية، حين يشارك مع باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد فريقه السابق، إنتر ميلان، في مدينة ميونيخ الألمانية. حكيمي، المولود في مدريد عام 1998، يرى في هذا اللقاء لحظة فريدة تمثل أكثر من مجرد مباراة كرة قدم.
انضم حكيمي إلى باريس سان جيرمان عام 2021 قادما من إنتر ميلان مقابل 68 مليون يورو، بعد موسم لامع في إيطاليا شهد تسجيله 7 أهداف وصناعته لـ11 أخرى في 45 مباراة تحت قيادة أنطونيو كونتي، وحقق خلاله لقب الدوري الإيطالي “سكوديتو”.
يقول حكيمي عن تلك التجربة في تصريح لجريدة “ماركا” الاسبانية : “لن أنسى أنني ارتديت قميص إنتر وفزت معهم بلقب الدوري، الإنتر سيظل دائما في قلبي، لكن الآن أنا لاعب في باريس وسأفعل كل شيء لأفوز عليهم”، ويضيف عن النهائي المنتظر: “إنه أول نهائي أوروبي كبير لي مع باريس، وضد فريقي السابق… إنها لحظة مهمة جدا في مسيرتي”.
وسبق لحكيمي أن توج بدوري الأبطال مع ريال مدريد في موسم 2017-2018، لكنه لم يشارك سوى في مباراتين وكان لا يزال في بداياته، يتذكر تلك الفترة قائلا: “كنت صغيرا جدا وأراقب اللاعبين أصحاب الخبرة لأتعلم منهم كيف أتعامل مع مثل هذه اللحظات، الآن أنا أكثر نضجا وأعيش الأمور بهدوء”.
اليوم، يلعب حكيمي دورا محوريا في خطط المدرب لويس إنريكي، وساهم بشكل حاسم في بلوغ الفريق الباريسي النهائي، إذ سجل هدف التأهل في إياب نصف النهائي أمام أرسنال، وكان قد سجل أيضا في ربع النهائي أمام أستون فيلا، كما أختير “رجل المباراة” في مواجهة أرسنال، وسجل في نهائي كأس فرنسا ضد ريمس، ليرفع رصيده هذا الموسم إلى 8 أهداف و14 تمريرة حاسمة في 47 مباراة.
تفوق حكيمي لا يقتصر فقط على الأهداف والتمريرات، بل يمتد إلى إحصائيات مميزة على المستوى الأوروبي، فهو اللاعب الأكثر تلامسا للكرة في دوري الأبطال هذا الموسم (1,510 مرة)، والثالث من حيث التمريرات التقدمية (106 تمريرات)، والثامن في عدد التسديدات (34)، والثالث في عدد الكرات التي تصدى لها دفاعيا (22)، إلى جانب مساهماته الكبيرة في الدفاع والهجوم على حد سواء.
يعترف حكيمي بتأثير مدربه الإسباني قائلا: “لويس إنريكي ساعدني على الوصول إلى مستوى لم أكن أتخيله، لقد طور من طريقة لعبي كثيرا”.
حكيمي يقف اليوم على أعتاب كتابة فصل جديد في مسيرته، بين الحنين لإنتر والحلم بتحقيق أول لقب أوروبي كبير مع باريس سان جيرمان، ومع هذا المزيج من الذكريات والطموح، سيكون نهائي ميونيخ فرصة نادرة للاعب مغربي بدأ مشواره في مدريد، وتألق في ميلان، وينشد المجد في باريس.