مكتب القنيطرة /
يعيش فريق النادي القنيطري، أحد أعرق الأندية في تاريخ كرة القدم المغربية، وضعًا صعبًا هذه السنة، بالرغم من تحقيقه الصعود إلى القسم الوطني الثاني في بداية الموسم. فبدل أن يكون هذا الإنجاز نقطة انطلاق جديدة نحو استعادة أمجاد الماضي، وجد الفريق نفسه يتخبط في دوامة من المشاكل التقنية والإدارية جعلته مهددًا بالنزول مجددًا إلى القسم الوطني الثالث، وهو ما يشكل صدمة لجماهيره الوفية التي كانت تمني النفس برؤية فريقها يعود إلى الواجهة.
أولى مظاهر الأزمة تتمثل في الاختيارات غير الموفقة للمدرب، حيث لم تكن تعاقداته مع اللاعبين على قدر تطلعات الجماهير ولا تماشيًا مع متطلبات المنافسة في القسم الثاني. فقد افتقد الفريق للانسجام داخل رقعة الملعب، كما غاب الأداء الجماعي، مما انعكس سلبًا على النتائج. ولعل غياب هوية لعب واضحة، والارتباك في التشكيلة الأساسية، يبرز مدى الارتجال في العمل الفني، وضعف الرؤية على المدى المتوسط.
لكن المشاكل لا تقف عند الجانب التقني فقط، فالجذور أعمق، وتتمثل في سوء التسيير والتدخلات المفرطة لرئيس الفريق، الذي أصبح يتدخل في اختيارات اللاعبين، ويتخذ قرارات انفرادية دون الرجوع إلى الطاقم الفني أو المكتب المسير. هذا التدخل أضعف من سلطة المدرب وخلق جوًا من التوتر داخل الفريق، وأدى إلى فقدان الثقة بين مختلف المكونات، ما انعكس بشكل مباشر على مردودية اللاعبين داخل الميدان.
إن ما يعانيه النادي القنيطري اليوم ليس مجرد أزمة نتائج، بل هو نتيجة تراكمات من الفوضى الإدارية، وغياب الحكامة الرياضية، وافتقار المشروع الرياضي إلى رؤية واضحة. فبين طموح جمهور يحنّ إلى أمجاد الماضي، وواقع يسوده العبث، يضيع النادي العريق في متاهات يصعب الخروج منها بدون تدخل عاجل وجدي.
إنقاذ الفريق يبدأ من إعادة هيكلة الإدارة، ومنح الصلاحيات الكاملة للطاقم التقني، ووضع حد للتدخلات الشخصية، إلى جانب ضرورة العمل على تقوية التركيبة البشرية بعناصر مجربة وقادرة على تحمل ضغط القسم الثاني. كما أن الالتفاف الحقيقي حول النادي من طرف الجماهير والغيورين على الفريق أصبح ضرورة ملحة، قبل فوات الأوان.
النادي القنيطري لا يستحق أن يكون في هذا الوضع، وتاريخه العريق يفرض على كل المكونات أن تتجند لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن يتحول الحلم إلى كابوس، وينزل الفريق إلى قسم لا يليق باسمه ولا بجماهيره.
1 39 زيارة , 1 زيارات اليوم