في طاطا.. الشرطة تنقذ تلميذة من ضياع امتحان الباك في اللحظة الأخيرة

في طاطا.. الشرطة تنقذ تلميذة من ضياع امتحان الباك في اللحظة الأخيرة

- ‎فيمجتمع, واجهة
Capture decran 2025 05 31 153536

 

اوسار أحمد/

إعلان يمكن النقر عليه

كانت الساعة تشير إلى الثالثة إلا خمس دقائق، والحرارة في مدينة طاطا تلامس الأربعين. في زاوية شارع شبه خالٍ، كانت “خديجة”، تلميذة في السنة الثانية باكالوريا، تجري بخطى متعثرة. في يدها اليمنى استدعاء الامتحان، وفي الأخرى كيس بلاستيكي صغير فيه زجاجة ماء ومنديل ورقي.

كانت تعرف أن تأخرها عن امتحان الفلسفة قد يعني حرمانها من سنة كاملة، وربما نهاية حلمها بأن تكون معلمة. كل شيء كان جاهزًا: ذاكرت حتى ساعات الفجر، والدتها أعدّت لها فطورًا خاصًا، ووالدها اقترض مالاً ليؤمن لوازم الامتحان. لكنها الآن وحدها، وموعد الامتحان يقترب.

دقائق فقط عن موعد الامتحان، وجدت خديجة نفسها أمام موقف صعب، التأخر عن الموعد يعني نهاية الحلم، الدقائق تمر بسرعة واليأس بدأ يتسرب بسبب بعد المدرسة وتأخر اي وسيلة نقل، في تلك اللحظة، مرّت دورية أمنية ببطء. سيارة زرقاء تتقدمها أضواء حمراء وزرقاء تنعكس على زجاج المحلات المغلقة. رفعت خديجة يدها، ترددت، ثم اقتربت، وقالت بصوت خافت: “راني غادي نضيع الباك”.

لم يحتج الشرطي إلى كثير من التوضيح. أشار لها بالركوب، وأخبر زميله: “عندنا حالة استعجالية”.

دقائق فقط كانت كافية لتتغيّر القصة. صفارات السيارة شقّت الطريق نحو المؤسسة. في الباب، نزل الشرطي وطلب من الحارس أن يسمح لها بالدخول. المدير، الذي كان يشرف بنفسه على عملية الانطلاق، أُشعر بالموقف، فقرر إدخالها.

خديجة دخلت وهي تلهث، العرق يغطي جبينها، لكن عينيها تلمعان بشيء من الفرح والنجاة. جلست في مقعدها، فتحت ورقة الامتحان، وبدأت تكتب.

في الخارج، لم ينتظر رجال الدورية أي شكر. انسحبوا بهدوء، وواصلوا مهامهم.

الواقعة لم تمر مرور الكرام. في اليوم نفسه، تداول الأساتذة والتلاميذ تفاصيلها. على مواقع التواصل، انتشرت صورة ذهنية أقوى من آلاف المنشورات: رجل أمن يفتح باب سيارة لتلميذة خائفة، لا تحمل سوى حلم بسيط.

في طاطا، ذلك اليوم، لم تكن القصة عن تأخر أو دورية شرطة. كانت عن تدخل إنساني في لحظة فارقة. عن مؤسسات يمكن أن تصبح حليفة لأحلام البسطاء. وعن فتاة، تدعى خديجة، ربما تجلس الآن أمام دفترها، تكتب موضوعًا حول “الواجب الأخلاقي”، وتبتسم.

1 122 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *