نجيبة جلال /
من على ضفاف الإفلاس الأخلاقي والمهني، يطلّ المدعو هشام جيراندو، وهو يلوّح بأكاذيبه المتكررة، ويخوض آخر معاركه الخاسرة ضد شرفاء هذا الوطن، مُدّعيًا فضح الفساد وهو غارق حتى أذنيه في مستنقع الابتزاز والتشهير.
هذا الشخص، الذي تتلاحق ضده الشكايات في المغرب وكندا، لم يجد ما يُبقيه في دائرة الضوء سوى محاولة يائسة للنيل من سمعة المديرية العامة للأمن الوطني، ومهاجمة مسؤولين سامين مشهود لهم بنظافة اليد، والتفاني في خدمة القانون والوطن. وهو يعلم، قبل غيره، أن من يوجّه سهامه نحو مؤسسات راسخة لا يفعل ذلك دفاعًا عن الحقيقة، بل هربًا منها.
و لأن سلاحه الوحيد هو الافتراء، لم يتردد جيراندو في توجيه سهامه نحو رمز من رموز الحكامة الأمنية بالمغرب، رجلٌ يشتغل في صمت، ويرد بالنتائج لا بالكلمات. الحموشي، الذي بات اسمه مرتبطاً بإنجازات أمنية سبّاقة، وكفاءة معترف بها دولياً، أصبح هدفاً لجبناء الخارج حين فشلوا في مواجهة الحقيقة، فاختاروا تشويهها.
لكن المغاربة يعلمون أن من يحاول النيل من هذا الرجل، إنما يستهدف الوطن برمته. فالثقة الملكية التي يحظى بها، والاحتضان الشعبي لأداء المديرية العامة للأمن الوطني، أقوى بكثير من صراخ مبتزّ مأجور لم يفلح حتى في غسل سمعته في المنافي.
جيراندو، الهارب من العدالة، لا يملك من السند سوى أرشيف أسود من السوابق والممارسات المنحطة. رجلٌ تحوّل إلى تاجر شتائم، ومُهرّب للافتراء، لا يُتقن سوى التلاعب بالحقائق وتضخيم الأوهام، في محاولة لشراء شرعية لا يملكها، بعدما فقد سمعته في الداخل والخارج.
إن مؤسساتنا، وعلى رأسها جهاز الأمن الوطني، لا تحتاج لمن يدافع عنها بقدر ما تحتاج إلى كشف من يسعى لتلطيخ صورتها بألسنة مأجورة. فجهاز الأمن المغربي بُني على عقيدة وطنية صارمة، وأخلاقيات مهنية عالية، ولا يمكن لمأجور صغير أن ينال من هالة الثقة التي يتمتع بها.
ما يمارسه هشام جيراندو ليس رأيًا، ولا صحافة، ولا حتى معارضة. إنه ابتزاز فجّ، وتطاول جبان على وطن آمن. وإذا كانت له الجرأة على الحديث، فليكن له الشرف أن يواجه العدالة، بدلًا من الاحتماء خلف جواز سفر أجنبي وشاشة مهترئة.
الزمن اليوم ليس زمن الصمت، بل زمن التصدي. ومَن تسوّل له نفسه أن يعبث بسمعة الدولة ورجالاتها، سيجد أمامه مؤسسات قوية، وقضاءً لا يُساوم، ورأيًا عامًا بدأ يدرك أن أخطر أعداء الوطن ليسوا الخارجين على القانون، بل الذين يتسترون وراء ستار حرية التعبير وهم أوضح تجلٍ لانعدام الشرف.
1 32 زيارة , 2 زيارات اليوم