الملاك السفاحة: وجه بريء… وجرائم شيطانية

الملاك السفاحة: وجه بريء… وجرائم شيطانية

- ‎فيمجتمع, واجهة
IMG 20250309 WA0120

 

اوسار أحمد/

في أحد شوارع قزوين، حيث يخرج الناس من دور العبادة مطمئنين، وقفت مهين قديري بثوبها الأسود ودموعها التي لم تجف. لم يكن بكاؤها صادقًا، لكنه كان مفتاحًا لاصطياد ضحاياها. كانت تنتظر امرأة مسنة، وحين تلمح واحدة، تقترب منها بخطوات مترددة، تحني رأسها وكأنها غارقة في الحزن.

“أمي… كانت تشبهك تمامًا.” تقول بصوت متهدج، فتلتفت إليها الضحية بقلق وتعاطف. لم يكن من السهل تجاهل امرأة تبكي بحرقة، لذلك كانت معظمهن يمددن أيديهن لمواساتها. وهكذا يبدأ الفخ.

بعذر بسيط، تدعو الضحية إلى منزلها القريب. بعض الوقت فقط، ربما كوب عصير نتشاركه بينما أتحدث عن أمي الراحلة. تتردد الضحية للحظة، لكنها تستسلم لدفء الموقف. في الداخل، تجلس العجوز على أريكة بسيطة، تمسك بالكوب بيد مرتجفة وتشرب منه. لا تمضي سوى دقائق حتى تشعر بدوار غريب، يتسارع نبضها، تسقط الكوب من يدها، وتحاول التحدث، لكن جسدها لا يطيعها.

تراقبها مهين بصمت، تتأكد أنها لم تعد قادرة على المقاومة. تخرج وشاحًا، تلفه حول عنقها، تضغط بقوة، ولا تتوقف حتى تختفي آخر أنفاسها. في النهاية، تفتش ثيابها، تأخذ مجوهراتها، وتترك الجثة في أحد الشوارع المهجورة قبل أن تعود لحياتها العادية وكأن شيئًا لم يكن.

لم تكن جريمتها الأولى، ولن تكون الأخيرة. لمدة عامين، استيقظت إيران على أخبار سيدات وجدن مقتولات بالطريقة ذاتها. لم يكن للشرطة خيط واضح، ولم يكن أحد يشك في المرأة التي تبكي أمام المساجد.

لكن الصدفة وحدها أنهت سلسلة جرائمها. في إحدى الليالي، اختارت مهين ضحية جديدة. قدمت لها العصير، جلست قربها تنتظر أن تفقد وعيها، لكن السيدة استيقظت قبل أن تتمكن من إنهاء مهمتها. قاومت، صرخت، وركضت نحو الباب. حاولت مهين السيطرة عليها، لكنها لم تستطع. ركض الجيران نحو الصوت، شاهدوا المرأة مذعورة، وأبلغوا الشرطة.

حين وقفت أمام المحقق، لم تكن السفاحة التي قتلَت ست نساء بدم بارد، بل امرأة ترتجف وتبكي. “كنت بحاجة للمال… كنت غارقة في الديون…” لكن كلماتها لم تجد صدى. أمامها، وُضعت صور الضحايا الست، وجوههن الهادئة قبل أن يخنقهن يداها.

أصدر القاضي حكمه. الإعدام.

في صباح يوم التنفيذ، وقفت مهين وسط الساحة، دموعها تنهمر كعادتها. هذه المرة، لم يكن هناك مسنة تمسك يدها وتواسيها. كان هناك حبل يتدلى فوقها، وجمهور صامت يراقب لحظاتها الأخيرة.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *