يهم الأزواج فقط.. علم النفس يؤكد أن السعادة لا تكمن في الكماليات والهدايا الثمينة

يهم الأزواج فقط.. علم النفس يؤكد أن السعادة لا تكمن في الكماليات والهدايا الثمينة

- ‎فيمجتمع, واجهة
IMG 20250927 WA0010

راديو إكسبرس

البث المباشر

 

 

تتراكم السعادة الزوجية عبر لحظات صغيرة يومية، وليس عبر هدية باهظة أو رحلة فاخرة. دراسات علم النفس تؤكد أن استقرار الحياة الزوجية يرتبط بالتفاصيل البسيطة، مثل كلمة تقدير، سؤال عن اليوم، أو مبادرة صغيرة تخفف عن الشريك. هذه اللحظات الصغيرة تخلق أساسًا قويًا للثقة والتواصل، وهو ما يحدد مدى استمرارية العلاقة ورضا الطرفين.

أبحاث حديثة أظهرت أن الأزواج الذين يمارسون عادات يومية بسيطة من التواصل الإيجابي، مثل قول “شكرًا” أو الابتسامة الصادقة، يسجلون معدلات رضا زوجي أعلى بنسبة 30% مقارنة بأولئك الذين يركزون على الهدايا المادية. دراسة نشرها معهد جون غوتمن للأبحاث الزوجية أكدت أن الأزواج السعداء يسجلون خمسة تفاعلات إيجابية مقابل كل تفاعل سلبي أثناء النقاشات والخلافات، وهي النسبة التي تتنبأ بثبات الزواج على المدى الطويل بنسبة 91%.

في المقابل، الهدايا والتجارب الفاخرة تمنح سعادة قصيرة المدى. دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2022 على 500 زوج وجدت أن النشاطات اليومية أو الشهرية، مثل المشي معًا أو أداء مهام منزلية مشتركة، تعزز القرب العاطفي بنسبة 42% أكثر من الهدايا المادية. التجارب المشتركة تبني روابط أعمق وتترك أثرًا طويل المدى على الترابط النفسي، مقارنة بأي غرض مادي سريع الزوال.

إحصائيات إضافية توضح أهمية التفاصيل اليومية: الأزواج الذين يخصصون 15 دقيقة يوميًا للاستماع لبعضهم، أو لتبادل الامتنان، يسجلون مستويات رضا عاطفي أعلى بنسبة 35%، بينما التغيرات السلبية في التواصل اليومي ترتبط بانخفاض الرضا الزوجي بنسبة 28%. هذه الأرقام تؤكد أن الروتين الصغير اليومي يصنع فرقًا أكبر من الكماليات والهدايا المكلفة.

الرسالة العملية واضحة: التفاصيل اليومية تصنع فرقًا ملموسًا. يمكن أن تكون رسالة قصيرة للاطمئنان أثناء العمل، فنجان قهوة معد للشريك، القيام بمهمة منزلية دون طلب، أو سؤال صادق عن حال الطرف الآخر. هذه الممارسات البسيطة تراكم الثقة وتزيد قدرة الزوجين على مواجهة الأزمات والحفاظ على الانسجام.

أمثلة ميدانية تؤكد ذلك: زوجان في الثلاثينات استبدلا عادة شراء الهدايا باتفاق شهري على نشاط مشترك، مثل زيارة مكان جديد أو ممارسة رياضة معًا. بعد أربعة أشهر، سجلا تحسنًا بنسبة 40% في مستوى الرضا والتواصل. زوجان آخران اتفقا على جلسة صباحية قصيرة لمناقشة تفاصيل يومهما، وأدت هذه العادة إلى انخفاض الخلافات الصغيرة بنسبة 25% خلال شهرين.

علم النفس يقدم هنا رسالة واضحة: الكماليات تمنح لحظات قصيرة من السعادة، لكن الاستقرار والرضا يبنيهما روتين يومي من الاهتمام. المعادلة بسيطة: المزيد من التفاعلات الإيجابية، حتى لو بدت عابرة، يضمن حياة زوجية أكثر دفئًا واستمرارية.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *