العيون تحتضن أول “قرية داء السكري” لتعزيز الوقاية وتحسين جودة حياة المرضى

العيون تحتضن أول “قرية داء السكري” لتعزيز الوقاية وتحسين جودة حياة المرضى

- ‎فيصحة, واجهة
قرية داء السكري

راديو إكسبرس

البث المباشر

احتضنت مدينة العيون يوم 14 نونبر فعاليات النسخة الأولى من “قرية داء السكري”، في مبادرة أطلقتها الجمعية المغربية لداء السكري بشراكة مع ولاية جهة العيون الساقية الحمراء ومختبر نوفو نورديسك، ويأتي هذا الحدث الصحي في سياق الاحتفالات الوطنية بذكرى المسيرة الخضراء وتزامنا مع اليوم العالمي لداء السكري، ما أضفى عليه بعدا رمزيا يعكس التزام مختلف الفاعلين بتعزيز الوعي الصحي وترسيخ قيم التضامن.

وانعقدت هذه التظاهرة الوطنية تحت شعار «معا من أجل حياة أفضل للمصاب بداء السكري»، في سياق وطني متسم باعتماد الأمم المتحدة لقرار يدعم مخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، ما منح اللقاء دلالة إضافية تؤكد ضرورة دعم التنمية والرفاه في الجهة.

ويعد داء السكري من النوع الثاني أحد أبرز التحديات الصحية بالمملكة، إذ يهم نحو 2.6 مليون مغربي وفق معطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ويرتبط المرض بمضاعفات خطيرة من قبيل أمراض القلب والشرايين والفشل الكلوي، ما يبرز أهمية الوقاية والكشف المبكر وجودة التكفل الطبي.

وتروم هذه المبادرة تسليط الضوء على الدور المحوري لجهة العيون الساقية الحمراء ضمن المقاربة الوطنية للصحة الوقائية، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ضمان الحق في الصحة وتكافؤ الفرص في الولوج إلى الخدمات الطبية، كما تؤكد على ضرورة بناء منظومة صحية قريبة من المواطن تتأسس على قيم الوقاية والإدماج.

وقدمت “قرية داء السكري” على مدى يوم كامل باقة من الخدمات الصحية شملت استشارات متخصصة، وفحوصات مجانية، وقياس مستوى الهيموغلوبين الغليكوزيل (HbA1c)، إلى جانب مواكبة نفسية وتربوية، كما أقيمت ورشات للتربية العلاجية بهدف مساعدة المرضى على فهم طبيعة المرض وتطوير مهارات تدبيره اليومي.

وفي موازاة ذلك، استفاد غير المصابين من برامج توعوية همت عوامل الخطر المرتبطة بالسكري، مثل التغذية غير المتوازنة وقلة النشاط البدني والسمنة، بما يعزز ثقافة الوقاية والكشف المبكر داخل المجتمع.

وشكّلت هذه المبادرة فضاء تفاعليا لتبادل الخبرات بين مهنيي الصحة وممثلي المجتمع المدني والمواطنين، وتدارس سبل مواجهة انتشار المرض وتحسين الصحة المجتمعية بالجهة.

وأكدت الدكتورة صونية أباحو، رئيسة الجمعية المغربية لداء السكري، أن التظاهرة تجسد التزام الجمعية بالوقاية وتحسين التكفل بالمصابين، مع العمل على تعميم خدمات الكشف والاستشارات والتثقيف عبر مختلف الجهات، وشددت على أن مواجهة السكري مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون السلطات والأطر الصحية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

ومن جانبها، أبرزت الأستاذة يسرى غنيمي، رئيسة مصلحة الغدد والسكري بالمركز الاستشفائي الجامعي بالعيون، أهمية احتضان المدينة لهذا الحدث الصحي، مؤكدة أن العديد من الحالات لا يكتشف إلا في مراحل متقدمة، وقالت إن جمع مختلف الخدمات في فضاء واحد يوفر فرصة ثمينة للمواطنين لتقييم وضعهم الصحي والحصول على نصائح علمية دقيقة.

أما الدكتورة علا الرفاعي، المديرة العامة لشركة نوفو نورديسك المغرب، فأوضحت أن داء السكري من الأمراض المزمنة واسعة الانتشار، ويمكن التعايش معه عبر الكشف المبكر والمتابعة الطبية والتثقيف العلاجي. وأكدت أن دعم الشركة للقرية يندرج في إطار التزامها بتقريب خدمات الرعاية من المواطنين، داخل المدن الكبرى وخارجها.

وبإطلاق النسخة الأولى من “قرية داء السكري”، تكون الجمعية المغربية لداء السكري وشركة نوفو نورديسك قد أرستا محطة جديدة في مسار النهوض بالصحة العمومية، عبر حدث يزاوج بين البعد الطبي والإنساني، ويسعى إلى جعل مكافحة السكري مسؤولية جماعية مشتركة.

والجمعية المغربية لداء السكري هي جمعية وطنية غير ربحية تضم مختصين ومهنيين في المجال، وتهدف إلى تحسين تدبير المرض والوقاية منه من خلال التكوين المستمر، وتشجيع البحث العلمي، وتنظيم حملات تحسيسية وتنسيق الجهود لضمان رؤية موحدة في مواجهة هذا الداء.

Loading

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *