راديو إكسبرس
البث المباشر
لم يكن تدشين ملعب مولاي عبد الله مجرد حدث رياضي عابر. كان يفترض أن يكون لحظة وطنية تُخلّد بجدية، تعكس قيمة الاستثمار العمومي، وتبرز مكانة المغرب كبلد قادر على تنظيم كبريات التظاهرات. لكن للأسف، ما طغى على المشهد لم يكن جمال التصميم ولا جودة المرافق، بل الاستعراض المبتذل للمؤثرين الذين حُشروا في الصفوف الأمامية، وكأننا أمام مهرجان إعلاني رخيص، لا تدشين منشأة رياضية تاريخية.
لا أحد ينكر أن للمؤثرين دوراً في زمن المنصات الرقمية. لكن حين يتحول الحدث إلى ساحة لـ”السيلفي”، وصخب قصص إنستغرام وتيك توك، على حساب التغطية الإعلامية الرصينة، فنحن أمام كارثة رمزية. هل يحتاج ملعب بحجم مولاي عبد الله إلى فيديو رقص سخيف أو لقطة استعراضية حتى يثبت أهميته؟ أليس الإنجاز في حد ذاته أبلغ من أي “فلتر” إلكتروني؟
المثير للسخرية أن كثيراً من هؤلاء المؤثرين لا يعرفون حتى تاريخ الملاعب المغربية ولا قيمة الرياضة لدى الجماهير. جاؤوا فقط ليظهروا بملابسهم الفاخرة، يقتنصون الصور كما لو كانوا في افتتاح متجر جديد، لا في حدث وطني. والأنكى من ذلك، أن المنظمين أنفقوا ميزانية على استدعائهم، بينما الإعلام الرياضي المتخصص، الذي يمتلك الكفاءة والخبرة، وُضع في الخلف.
إنها مفارقة صارخة: الملاعب تُبنى، ثم تأتي فئة من “الإنفلونسر” لتخطف الأضواء دون أن تُضيف شيئاً. والنتيجة: بدل أن يتحدث الناس عن رمزية الملعب، بات النقاش محصوراً في صور، وفيديوهات سطحية، ونقاش عقيم حول “المؤثرين”.
![]()








