“أرماند أرسلان”… الأخ الذي يُخجل الماضي ويُدين الحاضر

“أرماند أرسلان”… الأخ الذي يُخجل الماضي ويُدين الحاضر

- ‎فيمجدوبيات, واجهة
مجدوبيات 5

القناص

إعلان يمكن النقر عليه

حين بدأنا النبش في قصة الحسين المجدوبي، المعروف بين رفاقه القدامى بـ”المنحوسي”، كنا نعتقد أننا نتتبع خيوط حكاية صحافي خان قلمه… فإذا بنا أمام متاهة من المال، والهوية، والخداع الممتد عبر القارات.

في الحلقات السابقة، استعرضنا الحساب البنكي المشبوه في غرناطة، الذي استقبل أكثر من 600 مليون سنتيم من الولايات المتحدة الأمريكية. اليوم، نزيح الستار عن أحد المفاتيح المُقلقة لفهم هذا التحويل: أخٌ اسمه إحسان، أو كما يفضّل أن يُعرّف نفسه الآن: Armand Arsalan.

نعم، إحسان المجدوبي. الأخ الأصغر للحسين. مهاجر إلى أمريكا منذ التسعينيات، حصل على الجنسية، وبدّل الاسم والجلد. لكن ما لم يبدّله، هو تلك “اللمسة المجدوبية” التي تتقن الاختباء وراء الأقنعة.

مصادرنا تؤكد أن إحسان – أو أرماند – شارك في حرب الخليج كجندي أمريكي، وعاد منها محطّماً جسدياً ونفسياً، يحمل ما يُعرف بـ”متلازمة الخليج”، وهي إصابة عصبية تُصيب الجنود العائدين من ذلك الجحيم. الدولة الأمريكية منحته صفة معاق حرب.. أما الحسين، فوجد في إصابة أخيه فرصة أخرى للاستثمار.

نفس المصادر، التي تقاطعت شهاداتها بدقّة مريبة، كشفت أن الحسين المجدوبي لم يتوقف فقط عند ابتزاز المآسي العائلية. بل ذهب إلى حد إقناع “أرماند” بالانتقال إلى إسبانيا، والاشتراك معه في مشروع تجاري على شكل فرنشايز ماكدونالدز. مشروع واجهة، لا أكثر.

وهنا تتضح أولى خيوط التحويلات:
إحسان المجدوبي حوّل فعلياً إلى أخيه مبلغاً قدره 155 ألف دولار، بدعوى “استثمار”. غير أنه صرّح للسلطات الأمريكية، بكل برودة، أن المبلغ عبارة عن “قرض”. كذبة قانونية واضحة، لكنها مغطاة بـ”الصفقة العائلية”.

أما عن أصل الأموال؟ فتلك حكاية أخرى. هل هي تعويضات الحرب؟ أم مستحقات “مهام خاصة” كان يخشاها إحسان نفسه، وكان يردد في أكثر من مناسبة أنه يخاف الاعتقال بسببها؟ مهام ترتبط، حسب مقربين، بالأمن القومي الأمريكي والجيش، دون تفاصيل تُفهم… أو تُروى.

لكن ما لا يحتاج إلى شرح، هو هذا الميل الغريب لدى “المجدوبية” لتزييف الحقيقة، واستخدام كل الوسائل، بما فيها الأعراض والمآسي، لتحويل الهش إلى ذهب.

الحسين المجدوبي، الذي ملأ الصحف بنقده للديبلوماسية المغربية، والذي بكى علينا طويلاً من فوق منابر “القدس العربي” و”أليف بوست”، كان في الوقت ذاته يقتسم المال والسكوت مع أخيه، جندي حرب الخليج، قاتل العراقيين، ومعاق أمريكا المعنوي.

أليس من المفارقة أن تهاجم المغرب وأنت تقتات من دم العراق؟
أن تُدين العرش وتُقبّل يد البنتاغون؟
أن تبني مجدك المالي على أكاذيب أخٍ فقد اسمه… وضميره؟

المجدوبي ليس فقط منحوساً. إنه مدرسة في التنكر.
مدرسة تؤمن أن الصحافة ليست مهنة شريفة، بل غطاء لمسرح الجريمة.

(يتبع…)

1 72 زيارة , 1 زيارات اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *