تتواصل منافسات النسخة الموسعة والجديدة من كأس العالم للأندية لكرة القدم، والتي انطلقت السبت الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية، وسط اهتمام كبير من طرف الملايين من عشاق اللعبة في كافة القارات، نظرا لمشاركة 32 فريقا يمثلون نخبة أندية العالم في السنوات الأخيرة.
تظاهرة تعرف اهتماما عالميا، وحضور أبرز القنوات التلفزية على المستوى الدولي، في سياق تغطية إعلامية غير مسبوقة، تضاهي -في بعدها الدولي، وربما تفوق- تغطية بطولة كأس العالم للمنتخبات، إضافة إلى تسجيل حضور فاعلين ومؤثرين وسياسيين، وغيرهم من الراغبين، في متابعة مونديال الأندية بحلته الجديدة، واستغلال أهمية الحدث، لخدمة قضايا مختلفة.
وبعيدا عن الجانب الرياضي الصرف، يلاحظ أن المغرب لم يعمل -إلى حدود كتابة هذه الأسطر-، على استغلال هذا الحدث من أجل الترويج لكرة القدم الوطنية بالدرجة الأولى، ناهيك عن التعريف بتاريخ المملكة، وقضاياها وإبراز مميزاتها في قطاعات حيوية، ويأتي الجانب السياحي من بين الجوانب الأساسية.
من المفروض في تظاهرة من هذا الحجم، الترويج لتاريخ بلد عريق كمغربنا العزيز، وأيضا لا ننسى تاريخه الرياضي الحافل بالإنجازات في القرن العشرين، سواء تعلق الأمر بالرياضة المغربية بصفة عامة، أو بالرياضة الأكثر شعبية في العالم، مع ملاحظة بسيطة أن ذلك لا ينطبق على بلاد “العم سام” الغارقة في عشق كرتي السلة والقاعدة والكرة الأمريكية.
كان من الممكن، أن تخلق التمثيلية الدبلوماسية للمغرب في التراب الأمريكي، فضاءات أو أروقة تعريفية سواء في مدينة فيلادلفيا أو العاصمة واشنطن، وهما المدينتان اللتان سيلعب فيهما الوداد مبارياته في دور المجموعات، ما يعني أيضا حضورا جماهيريا مغربيا، يؤثث ويزيد من جمالية الفضاء.
فهل تضيع مثل هذه المناسبة في التعريف بالمغرب وسياسته في قطاع الرياضة؟ خاصة وأنه مقبل على تنظيم تظاهرات كبرى قاريا ودوليا، ككأس العالم 2030 للمنتخبات وكأس أمم إفريقيا 2025 للرجال والسيدات و5 نسخ متتالية من كأس العالم للفتيات، دون إغفال إبراز المشاريع الكبرى في تعزيز البنية التحتية الرياضية من ملاعب ومركبات وقرى رياضية وغيرها الكثير.
ننتظر ردة فعل سريعة من المسؤولين، تنسجم مع سياسة الوطن الذي بات يعتمد على كرة القدم كقوة ناعمة، فيما يخص الدفاع عن القضايا الحيوية والمرتكزات الأساسية.
إنها بالفعل فرصة أخرى ضائعة، تسجل دائما كملاحظة جوهرية بالعديد من التظاهرات الدولية الكبرى، كالألعاب الأولمبية وبطولات العالم، وغيرها من المواعيد التي تعرف اهتماما متزايدا، وثقل إعلامي كبير، وإشعاع لا يقدر بثمن…