راديو إكسبرس
البث المباشر
محمد تحفة/
في كل عيد عرش، ينتظر المغاربة خطاب الملك كما ينتظر الفلاح المطر – سمحولي خوكم عروبي – . لكن خطاب هذه السنة لم يكن مجرد عرض لإنجازات، بل ردّ سياسي محسوب وموزون على خصمين:
خصم خارجي اسمه “تعنت النظام الجزائري”،
و خصم داخلي مستتر اسمه “عبدة النقط السوداء” وشعارهم الأبدي: القادم أسوأ. وكأن قدر المغرب أن يكون بين دبلوماسية الضغينة ومنشورات التيئيس .
لمن لازالوا يوزعون الوهم من ثكنات عسكرية
الملك، وبصبر استراتيجي، جدد دعوته إلى حوار صادق مع الجزائر. “اليد الممدودة” لم تكن ضعفًا ولا استجداءً، بل أخلاق دولة عاقلة مسؤولة تقابل دبلوماسية العُقد والأحقاد. وبينما يهرول الجنرالات لشراء أسلحة صدئة أو تمويل أبواق مهووسة ضد الوحدة الترابية المغربية، حتى ولو على حساب ثروات الجزائر التي ستبيع الغاز للسيدة ميلوني بثلث قيمته طمعا في فتح نافذة ضيقة في الجدار الدبلوماسي الذي تعيشه الجزائر، يمد المغرب قطاراته الفائقة السرعة نحو المستقبل.
فمن الذي يعيش عزلة حقيقية؟
هل هو من تربطه اتفاقيات تبادل حر مع 3 مليارات مستهلك؟ أم من يحاصر نفسه في قوقعة العداء المرضي؟
أين المنطق إذن؟ أم أن “الوسواس المغربي” لا دواء له في الجزائر إلا عبر نشرات الأخبار المسائية والاراضي البعيدة؟
هنا أتوجه بالسؤال إلى محترفي البكاء على الأطلال ممن يشككون في كل شيء
هم قومٌ لا يرون إلا الثقب في الجدار، وإن سكنوا قصراً. كل مشروع بنظرهم “تبذير”، – لستم في حاجة الى تذكيركم بالمشككين في القطار السريع طنجة الرباط و كرة القدم المغربية ومجهودات القائمين عليها . الهضراوي نموذجا – وكل إنجاز “واجهة”، وكل تقدم “كذبة إعلامية”.
لكن ماذا يقول الواقع؟
تضاعفت الصادرات الصناعية
المغرب دخل نادي الدول ذات التنمية البشرية العالية
تراجع الفقر متعدد الأبعاد
مشاريع مهيكلة تنجز في مجالات الطاقة والماء والتكنولوجيا…
ومع ذلك، لا زالوا يغردون: “القادم أسوأ”… من فائق السرعة الى قائق الاحباط
كأنهم يتنفسون التشاؤم ويأكلون الإحباط على الفطور!
ولك أن تسأل: لو أعطيتهم مفاتيح الحكم ليوم واحد، فماذا سيفعلون؟
على الأرجح، سينظمون ندوة بعنوان: كيف نحبط شعبًا في 24 ساعة؟ لكن خطاب الدولة… لا يشبه خطاب الهاشتاغات.
الخطاب الملكي لا يرد بالضجيج، بل بالأرقام والمشاريع والمبادرات.
لا يسبّ أحدًا، لكنه يحرج الجميع. لا يركب الموجة، بل يصنع التيار.
هو خطاب قال لمن هم بالخارج: “لسنا في حاجة إلى تأشيرة للسيادة على الصحراء”،
وقال لمن بالداخل: “التنمية ليست في الخرائط فقط، بل في صحة المواطن وماء شربه وشغله ومدرسته”.
وقال لليائسين: “القادم ليس أسوأ… بل أسرع وأقوى وأعدل”.
الدولة تمضي، والمؤسسات تعمل، والمشاريع تُنجز، واليد ممدودة رغم القصف الإعلامي والتشويش.
أما أولئك الذين يعيشون في كهف “النكوص السياسي”، ويرددون نشيدهم المفضل: “القادم أسوأ”…
فنقول لهم بكل سخرية لاذعة: ابقَ في مقعدك،وأمام شاشة هاتفك فالمستقبل لا ينتظر المتفرجين. القادم أسوأ لكن … أسوء لكم و أسوء من كوابيسكم.
1 27 زيارة , 1 زيارات اليوم









