راديو إكسبرس
البث المباشر
نجيبة جلال/
في زمن تتسابق فيه الأمم نحو “أحلام الثراء”، وتتهافت فيه الشعوب على كعكة التنمية كما يتهافت الذباب على العسل، أطل علينا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بخطاب العرش، لا ليبيع لنا الوهم، ولا ليُسمعنا ما نحب، بل ليضع الإصبع على الجرح، ويقول: “التقدم لا معنى له إذا لم يكن شاملاً، عادلاً، ممتداً من السهول إلى الجبال، من الشواطئ إلى الحدود.”
قالها الملك، فهل من مصغٍ؟
نعم، سمعناها… ولكننا سمعناها من قبل. الفرق أن هذه المرة، نُفِخ في الصور.نُفِخ في صورة “النموذج التنموي” القديم، ونُفِخ في صورة “المجالس المعطلة”، ونُفِخ في صورة “التمييز الترابي” الذي جعل المغرب مغربين: مغرب يُشيد الأبراج، ومغرب يطارد الماء في السواقي.
من خطاب فوق العرش… إلى زلزال تحت الكراسي
الملك لا يعلن نوايا، بل يعلن نهاية مرحلة وبداية أخرى.يقولها بعبارات مدروسة، لكنها تحمل ما يكفي من البرقيات: لا مكان بعد اليوم لمغرب بوجهين. ولا مبرر لبقاء مسؤول ينام في الرباط ويحكم منطقة لم يزرها إلا في النشرات الجوية.
قالها بصوت الدولة: كفى من المغرب بسرعتين!
وقالها بلهجة المواطن: أعيدوا الاعتبار للمناطق المنسية.
حين تئن الأرض… تستفيق الإرادة
وهل ننسى أن خطاب العرش أتى بعد زلزال الحوز؟ ذاك الحدث الذي كشف أن المواطن قد ينام مطمئنًا على ركام من الطمأنينة الزائفة. لكن ما فعله المغرب، من تفكيك سريع للمآسي، أعاد لنا إيمانًا قديمًا بأن في هذا البلد من يحب هذا الوطن أكثر من الكلام.
المملكة تدخل نادي “الناشئين الكبار”
حين قال جلالة الملك: “المغرب دخل نادي الدول الصاعدة”، لم يكن يقصد مقاعد البروتوكول، بل مقاعد الجدارة. ففي زمن الحروب الاقتصادية، والأزمات الوبائية، والهزات السياسية، استطاع المغرب أن يبني جسور الغاز، لا أنابيب الفتنة، وأن يصدر الكهرباء بدلاً من تصدير المشاكل.
فهل من تفسير لكل هذا التقدم؟
الجواب بسيط ومعقّد: هناك ملك يعرف ماذا يريد… وشعب ينتظر أن يُفهم ما يُراد له. كلمة… قبل أن يُطوى المقال:
“نعم، الملك تكلّم… فمتى سيتكلم من كلّفهم بالتنفيذ؟!”
1 110 زيارة , 1 زيارات اليوم








