راديو إكسبرس
البث المباشر
إكسبريس تيفي: مصطفى الفيلالي
في خطاب سامٍ بمناسبة الذكرى السنوية لعيد العرش المجيد، جدّد جلالة الملك محمد السادس مواقف المملكة المغربية الثابتة إزاء عدد من القضايا الاستراتيجية، وعلى رأسها العلاقات مع الجارة الجزائر، ومسار تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
انفتاح صادق تجاه الجزائر ودعوة للحوار المسؤول
بلهجة أخوية وصادقة، عبّر جلالة الملك عن تمسكه المستمر بمدّ اليد نحو الجزائر الشقيقة، مؤكداً أن الشعب الجزائري سيظل شعباً شقيقاً، تربطه بالمغاربة روابط إنسانية وتاريخية ضاربة في العمق، فضلاً عن وحدة اللغة والدين والمصير المشترك.
وجاء في خطاب الملك: “بصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت؛ وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق. لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين.”
هذا الموقف يعكس رغبة صادقة من الجانب المغربي في تجاوز حالة الجمود السياسي التي تُخيّم على العلاقات الثنائية، والدفع نحو بناء مغرب عربي متكامل، يتجاوز الخلافات الظرفية لصالح التكامل الاستراتيجي والتعاون الإقليمي.
تشبث قوي بالاتحاد المغاربي
لم يتوقف الخطاب عند الدعوة إلى الحوار فقط، بل ربط ذلك برؤية أوسع ترتبط بإعادة إحياء الاتحاد المغاربي، الذي يشهد جمودًا منذ عقود. فقد أكد جلالة الملك أن مستقبل هذا التكتل الإقليمي يمر عبر مصالحة تاريخية بين المغرب والجزائر، واصفًا انخراط البلدين بأنه شرط أساس لتحقيق أي تقدم مغاربي مشترك.
الدعم الدولي المتنامي لمبادرة الحكم الذاتي
من جهة أخرى، سلط الخطاب الضوء على المكاسب السياسية والدبلوماسية التي حققتها المملكة على صعيد قضية الصحراء المغربية، منوّها بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، التي تقترحها الرباط كحل سياسي نهائي وواقعي للنزاع.
وأشاد جلالة الملك، في هذا السياق، بالمواقف البناءة التي عبرت عنها بعض الدول الصديقة، من بينها المملكة المتحدة وجمهورية البرتغال، التي دعمت بشكل صريح المبادرة المغربية، في إطار سيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
الملك لم يكتف بالتنويه، بل أكّد أن المغرب يظل ملتزماً بالحلول التوافقية التي تضمن كرامة جميع الأطراف، حيث قال: “بقدر اعتزازنا بهذه المواقف، بقدر ما نؤكد حرصنا على إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.”
رؤية مستقبلية قائمة على الوحدة والشرعية
خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش جاء محمّلاً برسائل واضحة إلى الداخل والخارج، تؤكد على ثبات مواقف المغرب، وعلى رغبته في التعاون والانفتاح، مع تشبثه بالسيادة الوطنية ووحدة التراب.
إنه خطاب يجمع بين الواقعية السياسية والحكمة الاستراتيجية، بين الإيمان بأهمية الحوار والتمسك بالثوابت، ويجسد، في نهاية المطاف، رؤية ملكية شاملة ترمي إلى بناء مستقبل مغاربي موحد، يسوده الأمن، التعاون والازدهار المشترك.
![]()







