راديو إكسبرس
البث المباشر
محمد تحفة/
في كل مرة نعتقد أن جيراندو بلغ قاع السخافة، يفاجئنا بحفرة أعمق!
قضية هشام المنداري؟ حولها إلى سيناريو “جيمس بوند” رخيص، يعتمد على تسجيلات من اختلاق شقيق الهالك، الذي اعترف أمام الضابطة القضائية أنه لفّق كل شيء… بل إنه قدّم نفسه لجيراندو بهوية مزيفة كرجل أمن متقاعد! وهنا نسأل: هل الصحافي يُخدع بهذه السذاجة؟ أم أن جيراندو لا يهمه التحقق بقدر ما تهمه الإثارة المجانية؟
أما والدة المندري ، فقد دفنها حيّة في أحد تسجيلاته، فقط ليضيف بعض الدراما العاطفية! لكن السيدة المسكينة ما زالت على قيد الحياة، وتشهد على جهل هذا “المحلل الحقوقي” الذي يكتب البيانات الجنائزية من خياله بدل السجلات المدنية!
وفكري، الحارس الشخصي للملك؟ لا يزال يؤدي مهامه بكفاءة، بينما جيراندو نعاه باكيًا على الشاشة… كأننا في فيلم هندي من إنتاج إعلام الظل!
والجنرال زيدان ؟ أحياه من تقاعده، وراح ينسب له قرارات ومهامًا وهمية، رغم أنه سلّم مفاتيح المسؤولية منذ سنوات. ترى، هل يكتب جيراندو تقاريره في الزمن الموازي؟ أم أنه يظن أن “تقاعد المسؤول” يعني اختباءه في كهف سري تديره المخابرات؟
هكذا يتحول جيراندو من موثر يوتوبي إلى “مؤلف قصص بوليسية فاشلة”، يتنقل بين المقابر والسجون والمصالح الأمنية، دون خريطة، دون تحقق، ودون ضمير مهني.
في النهاية، لعل جيراندو لا يحتاج إلى محامٍ، بل إلى معالج نفسي و دورة تدريبية تعلمه أن “الخبر” ليس نكتة، وأن “التحقيق الصحفي” ليس دردشة واتساب مع شخص مجهول.
والأدهى أن الأخ المكلوم، بدل أن يطلب تحقيقًا قضائيًا شفافًا، فضّل أن يُجري مونولوغًا تمثيليًا على مسرح جيراندو، يلفّق، يخترع، ويؤلف كأنه بصدد كتابة سيناريو حلقة من مسلسل درامي لا يليق حتى بشاشة يوتيوب.
ثم في النهاية، عندما تفتح الدولة تحقيقا حقيقيا ، يتبين أن لا أمٌ توفيت، ولا شرطيٌ اغتيل، ولا معلومة واحدة مما نشره جيراندو تمتّ إلى الواقع بصلة.
ختامًا، نقترح على جيراندو تغيير تخصصه من “محاربة الفساد” إلى “كتابة الخيال البوليسي”، ففي هذا المجال على الأقل لن يُسائله أحد على كثرة الكذب، ما دام القارئ يعلم مسبقًا أنه يقرأ “رواية” لا “واقعة.
![]()









